طائرة طوكيو 2020 قد تقلع دون صلاح.. ليفربول ورمضان صبحي يعارضان مشاركته في الاولمبياد، وكلٌّ له دوافعه

بمجرد تأهل المنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم إلى أولمبياد طوكيو 2020، ثار جدل كبير في الشارع المصري حول هوية اللاعبين الثلاثة الإضافيين

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/27 الساعة 15:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/28 الساعة 09:50 بتوقيت غرينتش
اللاعب المصري محمد صلاح

بمجرد تأهل المنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم إلى أولمبياد طوكيو 2020، ثار جدل كبير في الشارع المصري حول هوية اللاعبين الثلاثة الإضافيين الذين سيشاركون الفراعنة في البطولة. 

ووسط النقاشات المتعددة على الشبكات الاجتماعية والأوساط الرياضية، فقد أجمعت الجماهير تقريباً على اسم محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، واختلفت حول أسماء أخرى، أبرزها محمد الشناوي وسعد فتحي نجما الأهلي، وطارق حامد متوسط ميدان الزمالك.

لكن اسم محمد صلاح، وإن اتفق عليه جماهيرياً، ورغم رغبة اللاعب التي أبداها في المشاركة، إلا أنه تسبب في حالة من التوتر والجدل، ليس فقط داخل المنتخب المصري، بل حتى في ليفربول.

وكان المنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم صعد إلى أولمبياد 2020، بعدما وصل إلى نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية تحت 23 عاماً إثر فوزه على منتخب جنوب إفريقيا، ثم حصد اللقب إثر التفوق على كوت ديفوار في المباراة النهائية.

رغبة صلاح

وعلم "عربي بوست" من مصادر مقربة، أنَّ صلاح متحمس للمشاركة مع الفراعنة في البطولة، ويرغب في الظهور بطوكيو وقيادة الفريق إلى إنجاز أولمبي.

وتحدّث نجم ليفربول مع أكثر من مسؤول مصري، وأكد هذه الرغبة، حتى من قبل أن يتأهل الفريق رسمياً إلى الأولمبياد.

رفض غير متوقع

وعلى غير المتوقع، يرفض العديد من لاعبي المنتخب الأولمبي مشاركة صلاح معهم في الأولمبياد، لسببين مختلفين.

وذكرت مصادر مقربة لـ "عربي بوست" أن اللاعبين وفي مقدمتهم قائدهم رمضان صبحي يرون أن انضمام 3 لاعبين كبار للمنتخب الأولمبي سيكون له أثر سلبي عليهم، فالثلاثي سيحجز مقاعده بالقائمة على حساب 3 لاعبين من أصحاب إنجاز الصعود.

كما أن الأضواء ستنحسر عن العديد من اللاعبين في وجود صلاح، أبرزهم رمضان صبحي، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في بطولة إفريقيا الأولمبية منذ أيام، ويستحوذ على اهتمام الإعلام الرياضي في مصر، باعتباره نجم الجيل الحالي.

فمشاركة نجم ليفربول مع الفريق كفيلة بتحول كل الأنظار إليه، وهو ما يزيد رغبة هؤلاء الشباب في عدم وجوده.

أزمة شارة الكابتن

ويحاول شوقي غريب المدير الفني للفريق نزع فتيل الأزمة مؤقتاً، إذ يقدم إجابات دبلوماسية بشأن انضمام صلاح، بأقوال على غرار "انضمام صلاح لنا شرف كبير، هذا الأمر سابق لأوانه حالياً، يجب أن يعلن صلاح إعلامياً رغبته في اللعب معنا".

ولكن غريب يتجه، بشكل كبير، إلى تثبيت شارة قيادة المنتخب مع رمضان صبحي، حتى في حال ضم صلاح للفريق بالأولمبياد، وهو ما قد يعتبره النجم المصري الكبير غير لائق.

فعلى سبيل المثال في أولمبياد 2012، انضم الثلاثي الكبير محمد أبوتريكة وعماد متعب وأحمد فتحي للفراعنة في المنافسات، وكنوع من التكريم والتقدير ذهبت الشارة إلى أبوتريكة، وهو أمر بديهي، وفي حال عدم تطبيقه على صلاح فقد يؤدي به إلى التأكد أكثر من عدم الرغبة في وجوده.

صلاح يرغب في المشاركة بأولمبياد طوكيو
صلاح يرغب في المشاركة بأولمبياد طوكيو

خلاف قديم  

يرتبط صلاح بعلاقة ممتازة مع اتحاد الكرة المصري المؤقت الحالي برئاسة عمرو الجنايني، إلا أن هذا الاتحاد سيرحل مع إجراء انتخابات جديدة في الجبلاية، من المرجح بشكل كبير أن تكون في يونيو/حزيران المقبل، أي قبل اختيار الثلاثي المشارك في الأولمبياد.

ومن المتوقع بشدة أن يعود هاني أبو ريدة إلى رئاسة اتحاد الكرة المصري، حال ترشحه، في ظل تمتعه بشعبية جارفة داخل الجمعية العمومية.

ودخل صلاح في العديد من الصدامات الشهيرة مع اتحاد أبو ريدة السابق، وعودة المسؤول إلى منصبه ربما تغير رغبة صلاح في الالتحاق بقائمة الفراعنة في طوكيو، مع الوضع في الاعتبار العوامل الأخرى المهمة التي تم ذكرها في السطور أعلاه.

التوقيت وموقف ليفربول

رغبة محمد صلاح في المشاركة أثارت حفيظة ناديه ليفربول، الذي يرى أن النجم المصري لم يأخذ راحة كافية، ويعاني من تلاحم المواسم الذي يزيد احتمالية تعرضه للإصابات.

ففي صيف 2018، وبعد انتهاء موسم شاق توهج فيه "الملك المصري"، انضم اللاعب مصاباً إلى منتخب الفراعنة في روسيا، ليشارك مع بلاده في المونديال.

وبعد نهاية موسم 2019، التحق أيضاً بالمنتخب المصري الذي شارك في كأس الأمم الإفريقية، التي استضافتها أرض الكنانة، ولم يظهر في الموسم الحالي بمستواه المعهود، فضلاً عن تعرضه للعديد من الإصابات، وهو ما فُسر بأنه لم يحصل على الراحة الكافية.

ويعول مسؤولو الريدز على صيف 2020 لينال اللاعب فيه قسطاً وافراً من الراحة، خاصة أنه سينضم إلى منتخب مصر في العام الذي يليه، ليلعب كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون، حال التأهل، كما أنه سيكون على رأس قائمة بلاده في مونديال 2022 بقطر، إذا ظهر به الفراعنة.

كل ذلك يعني أن صلاح قد يستمر لسنوات بلا راحة كافية، إذا لم يخضع لراحة سلبية كافية في 2020، وبالتالي قد يتعرض جسده لإنهاك كبير سيؤثر حتماً على مستواه.

نقطة أخرى، هي أن موعد منافسات كرة القدم في الأولمبياد المقبلة، سيكون في الفترة من 23 يوليو/تموز وحتى 8 أغسطس/ آب 2020، ما سيعني على الأرجح غياب اللاعب عن مباراة أو اثنتين مع ليفربول في افتتاح الموسم الجديد من البريميرليغ.

كلوب يترقب وينتظر

ويترقب يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول، الوقت المناسب للحديث مع صلاح بشأن ضرورة عدم مشاركته في الأولمبياد، ويرى أن هذا الأمر بمثابة مشكلة يجب التعامل معها بدقة.

وعلم "عربي بوست" من مصادر داخل الطاقم التدريبي لليفربول، أن المدرب الألماني استفسر عن صدور قرار رسمي مصري بضم اللاعب إلى المنتخب الأولمبي من عدمه، وأنه يرفض مشاركة صلاح في طوكيو.

لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

توافق « عربي بوست » أحياناً على عدم التعريف بأسماء مصادر تقدم معلومات حساسة لقرائنا. وبموجب إرشادات الموقع، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر وذات مصداقية، وأننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.

ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، وبعضهم يتساءلون ما إذا كانت هذه المصادر موجودة أصلاً. لكن لدينا قواعد وإجراءات لمحاولة معالجة هذه المخاوف.

فبالإضافة إلى المراسل، يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر. ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم أو من ينوب عنه قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. وعندما تكون القصة مبنية على معلومة مركزية من مصدر مجهول، فيجب الموافقة عليها بشكل عام من قبل رئيس التحرير.

نحن نتفهم حذر القراء، ولكن لا يمكن أبداً الحصول على المعلومات حول العديد من القصص المهمة في مجالات حساسة، مثل السياسة والأمن القومي والأعمال، إذا استبعدنا المصادر غير المعرّفة. فالمصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية. حتى في بعض الأحيان من أجل سلامتها.

يعتقد بعض القراء أن المصادر تكون أكثر صدقاً إذا تم نشر أسمائها، ومن غير المرجح أن يكذبوا إذا تم الكشف عن هويتهم. إلا أن المراسلين في العديد من المناطق يعرفون أن العكس هو الصحيح. فالمصادر في المناصب الحساسة غالباً ما سيتحدثون ببساطة بحسب التوجهات الرسمية. وسيكونون صريحين فقط إذا كانوا يعرفون أن أسماءهم لن يتم الكشف عنها.

تحميل المزيد