أصيب أكثر من 100 من المحتجين وعناصر قوات الأمن، مساء الإثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني، خلال مواجهات في محافظات بغداد وكربلاء وذي قار، بحسب السلطات العراقية ومصادر طبية وأمنية.
وقالت مديرية الدفاع المدني، في بيان، إن "فرق الدفاع المدني، وأثناء محاولتها إخماد حرائق اندلعت في (منطقة) حافظ القاضي وشارع الرشيد وسط بغداد، تعرضت لهجوم بقنابل مولوتوف (زجاجات حارقة)؛ ما أدى إلى إصابة ضابط و10 منتسبين". ولم تحدد هوية الجهة المهاجمة.
فيما قال مصدر طبي بدائرة صحة كربلاء (حكومية) للأناضول إن مستشفيات محافظة كربلاء سجلت إصابة 40 محتجاً بجروح وحالات اختناق؛ جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الأمن بمنطقة البلديات وسط المدينة.
بينما أفادت شرطة كربلاء، في بيان، بأن 22 من عناصرها أصيبوا بجروح في مواجهات مع من وصفتهم بـ "المخربين". وأضافت أن "مجموعة من المخربين أحرقوا جزءاً من مصرف بغداد الأهلي، ودمروا معدات في محاولة فاشلة لسرقته".
وتابعت أن "وجود المندسين بين المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة حال دون التعرف على هوية الأشخاص الذين قاموا بهذه العمليات التخريبية".
من جهته، اتهم تحسين المنصوري، ملازم أول بشرطة ذي قار، المحتجين بإضرام النيران في منزل البرلماني السابق، هلال السهلاني، بمنطقة الشيباني وسط مدينة الناصرية، مركز ذي قار، مشيراً إلى عدم وجود أحد بالمنزل.
وقبل ساعات، أُضرمت النيران في منزل النائب السابق، خالد الأسدي، بمنطقة يومر وسط الناصرية.
وتأتي تلك التطورات في أعقاب مقتل 9 محتجين وإصابة 131 آخرين، على أيدي قوات الأمن قرب جسرين في الناصرية، بين الخميس والأحد الماضيين، بحسب مفوضية حقوق الإنسان الرسمية.
وقد أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق احتجاجات قرب ميناء أم قصر المطل على الخليج والقريب من مدينة البصرة، حيث احتشد المحتجون للمطالبة بفتح الطرق المحيطة بالميناء والتي أغلقتها القوات الحكومية لمنعهم من الوصول لمدخله. وميناء أم قصر هو أكبر ميناء للسلع الأساسية في العراق ويستقبل شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر لبلد يعتمد كثيراً على المواد الغذائية المستوردة.
وأفادت قيادة شرطة ذي قار، في بيان، بإصابة 28 شرطياً في مواجهات عند بوابة شركة بتروناس في حقل "الغراف" النفطي شمالي المحافظة.
إذ اندلعت مواجهات بين الشرطة ومحتجين من قضاء قلعة سكر، بينما كانوا يغلقون الشارع المؤدي إلى حقل "الغراف"، الذي ينتج نحو 200 ألف برميل يومياً، وتديره شركة "بتروناس" الماليزية
ومنذ بدء احتجاجات العراق، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط ما لا يقل عن 346 قتيلاً و15 ألف جريح، وفق لجنة حقوق الإنسان البرلمانية ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وحقوقية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا في مواجهات ضد قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.
ويطالب المحتجون برحيل حكومة عادل عبدالمهدي، التي تتولى السلطة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، وكل النخبة السياسية المتهمة بالفساد، في أكبر احتجاجات يشهدها العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003.
فيما يرفض عبدالمهدي الاستقالة، ويشترط أن تتوافق القوى السياسية أولاً على بديل له، محذراً من أن عدم وجود بديل "سلس وسريع" سيترك مصير العراق للمجهول.