مواجهات متفرقة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد مظاهرات رافضة لـ«شرعنة الاستيطان»

عربي بوست
تم النشر: 2019/11/26 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/26 الساعة 13:04 بتوقيت غرينتش
مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين/ رويترز

اندلعت مواجهات متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بين عشرات الفلسطينيين، والجيش الإسرائيلي، عقب مسيرات شعبية منددة بقرار الولايات المتحدة بشأن الاستيطان. 

وفيما بدا أنه أول تحرك غاضب من حركة فتح التي تحكم الضفة الغربية تجاه الموقف الأمريكي من الاستيطان، دعت الحركة وفعاليات فلسطينية مختلفة، إلى يوم غضب شعبي بجميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، رفضاً للانحياز الأمريكي لإسرائيل، وقرارات واشنطن المتعلقة بالاستيطان، وانتهاكات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أعلن الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية "مخالفة للقانون الدولي"، فيما لاقت تصريحاته إدانات دولية وعربية.

السلطة الفلسطينية تعطي الضوء الأخضر للتظاهرات

وبهذه الدعوات التي صدرت من قيادات في حركة فتح، فإن السلطة الفلسطينية يبدو أنها تريد إرسال رسالة لواشنطن وإسرائيل بأن قرار شرعنة الاستيطان مرفوض، وهو الأمر الذي دفعها لتحفيز الشارع على التحرك في محاولة منها لتوتير الأجواء في الضفة.

وأصدرت حركة فتح ومؤسسات وفعاليات في الضفة الغربية بيانات، دعت فيها للتجمهر في مراكز المدن، والتوجه إلى مناطق الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي (القريبة من المستوطنات والحواجز).

مظاهرات شهدتها مختلف المدن الفلسطينية/ رويترز
مظاهرات شهدتها مختلف المدن الفلسطينية/ رويترز

وطالما حرصت السلطة الفلسطينية على ضبط الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ومنعت العديد من المسيرات المناهضة للاحتلال، وحالت دون وصول المتظاهرين إلى مناطق التماس التي تشهد اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

وأعلنت بعض المناطق من بينها الخليل (جنوب) وبيت لحم، تعليق الدوام في المدارس الثلاثاء، فيما أعلنت معظم نواحي الضفة الغربية الأخرى تعليقاً جزئياً للدوام الدراسي.

فتح تعلن برنامجاً لتصعيد المواجهات

وقالت حركة فتح في بيان إنها "وضعت برنامجاً لتصعيد المواجهة والتصدي للاحتلال في مختلف مناطق الضفة".

وأضافت أنه "لا يمكن الاستمرار بهذه المعادلة القائمة". مشددة على أن كل "المؤامرات ستسقط بصمود الشعب الفلسطيني".

وصباح الثلاثاء، انطلقت عدة مسيرات في مختلف المدن الفلسطينية منددة بالقرار الأمريكي، شارك فيها شارك قيادات من مختلف الفصائل، وموظفون، وطلبة، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات منددة بالقرار الأمريكي.

وقال واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على هامش مشاركته في المسيرة، إن "الشارع الفلسطيني خرج اليوم في مسيرات غضب رفضاً للقرار الأمريكي بشأن المستوطنات".

وأضاف أن "القرار الأمريكي لا يغير من الواقع شيئاً، نحن متمسكون بأرضنا ولن نتنازل على أي جزء منها".

وتابع: "الولايات المتحدة تتخذ مواقف تتنافى مع القانون الدولي، وعلى العالم أن يتخذ مواقف لصد هذه الانتهاكات الجسيمة".

المظاهرات تتحول إلى مواجهات في مناطق مختلفة

وسرعان ما تحولت هذه التظاهرات إلى مواجهات اندلعت على مدخل مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية المحتلة.

واستخدم الجيش الإسرائيلي استخدم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق عشرات الشبان الذين رشقوا القوات بالحجارة.

فيما أشعل الشبان النار في إطارات مطاطية.

كما اندلعت مواجهات مماثلة على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي (جنوب) عقب مسيرة انطلقت من حي باب الزقاق وسط المدينة منددة بقرار واشنطن بشأن الاستيطان، وفق شهود عيان للأناضول. 

جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء مواجهات مع شبان فلسطينين في الضفة/ رويترز
جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء مواجهات مع شبان فلسطينين في الضفة/ رويترز

وفي محافظة الخليل (جنوب)، اندلعت -حسب المصدر ذاته- مواجهات في حي باب الزاوية، وفي بلدة بيت أمر، وعلى مدخل مخيم العروب للاجئين.

واندلعت مواجهات في محيط جامعة القدس ببلدة أبوديس شرقي القدس المحتلة.

وقال شهود عيان، إن مواجهات اندلعت على مدخل مدينة طولكرم الغربي (شمال).

ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المستوطنات غير شرعية، ويستند هذا جزئياً إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قضت محكمة العدل الأوروبية، بإلزام الدول الأعضاء في الاتحاد بوضع ملصق "منتج مستوطنات"، وليس "صنع في إسرائيل"، على السلع المنتجة في المستوطنات.

وهوت العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى الحضيض بعد قرار ترامب في 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، ثم قطع واشنطن في العام التالي مساعداتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وإعلان ترامب في مارس/آذار الماضي الاعتراف بسيادة إسرائيل "الكاملة" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة عام 1967.

تحميل المزيد