تمر شركة "دي لا رو" البريطانية، إحدى شركات طباعة الأوراق النقدية وجوازت السفر، بأزمة مالية. وأعلنت "دي لا رو" (مقرها إنجلترا) التي تصدر أوراقاً نقدية لـ140 بنكاً مركزياً، في بيان الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أن الشركة قد تعلن إفلاسها إذا لم تنجح خطط الإنقاذ.
وجاء في البيان، أن الشركة خسرت 9.2 مليون جنيه إسترليني، خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام (من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول)، وأنه ثمة حالة من القلق والغموض الشديد حول إمكانية استمرار الشركة في أنشطتها.
وعقب هذا البيان، انخفضت قيمة أسهم الشركة بنسبة 20.6%.
شركة دي لارو تطبع أموالاً لـ140 بنكاً مركزياً حول العالم
وبلغت ديون الشركة، في النصف الأول من العام الماضي، 107.5 مليون جنيه إسترليني، لتصل إلى 170.7 مليون جنيه إسترليني في النصف الأول من العام الجاري.
وتطبع "دي لا رو"، في الوقت الحالي أموالاً لـ140 بنكاً مركزياً حول العالم، بما في ذلك بنك إنجلترا، وتوظف 2500 شخص.
وفقدت الشركة، مناقصة الجوازات الجديدة، التي ستصدر بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لتفوز بها منافستها شركة "جيمالتو".
ولم تتمكن فنزويلا، مؤخراً من دفع ديونها للشركة والتي تقدر بحوالي 18 مليون جنيه إسترليني.
كما بدأ مكتب مكافحة الفساد في المملكة المتحدة، تحقيقاً حول أنشطة الشركة في السودان.
وتطبع الشركة في الوقت الحالي ثلث إجمالي الأوراق النقدية في العالم، وتقوم أيضاً بطباعة جوازات السفر لـ40 دولة.
بدأت نشاطها قبل أكثر من 200 عام
بدأت الشركة العملاقة على أيدي، ثوماس دي لا رو، الذي أسسها عام 1813، حيث بدأ في العاصمة الإنجليزية لندن، من خلال طبع الأوراق المخصصة للعب القمار وما شابهها، وهو التصميم الذي قامت الشركة بابتكاره، لتسير عليه بقية شركات طباعة أوراق لعب القمار حتى الآن.
من ثم بدأت الشركة في التطور عن طريق طبع الطوابع البريدية للعديد من المقاطعات والمناطق التابعة للإمبراطورية البريطانية، ومن ثم طباعة الطوابع لكل من إيطاليا، وعدد من الولايات الأمريكية أيضاً، بالإضافة إلى قيامها بعمل الطوابع الشهيرة الخاصة بمستعمرة رأس الرجاء الصالح آنذاك.
حتى أن هناك البعض الذي يؤكد أن الشركة هي أول من قامت بصنع أقلام الحبر في بريطانيا، مما يوضح أنها لم تتخصص في الطباعة فقط، بل امتدت لصناعة أشياء أخرى قريبة من مجالها الرئيسي.
وبداية طباعة النقود انطلقت مع جزيرة موريشيوس
ولكن التحول الكبير بالنسبة للمؤسسة البريطانية، قد حدث بعد ما يقارب الخمسين عاماً، وبالتحديد سنة 1860، حينما تم الاتجاه أخيراً لطباعة النقود الورقية، فتم طبع ورقة الجنيه الإسترليني، وورقة الـ5 جنيهات، وكذلك الـ10 شلن، لصالح جزيرة موريشيوس.
بعدها بدأ الانفتاح أكثر وأكثر، لتبدأ المؤسسة العملاقة في الطباعة لدول أخرى كالهند، وهو ما حدث عام 1930، حتى وصل الأمر للفوز بمسؤولية طباعة الأموال لصالح بنك إنجلترا في عام 2003.
فقد ظلت المؤسسة العريقة، تنمو عاماً تلو الآخر، وعقداً بعد عقد، حتى أصبحت الشركة التي بدأت منذ أكثر من 200 عام، الأبرز والأقدم بين مثيلاتها من مؤسسات طبع الأموال على مستوى العالم.
يكفي أن نذكر أن شركة "دي لا رو" تقوم الآن بطباعة العملات الخاصة بنحو 150 دولة متفرقة في كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى طباعة جوازات السفر وبطاقات الهوية لصالح ما يزيد عن 65 دولة، وهو ما يدل على مدى الثقة التي تتمتع بها تلك المؤسسة البريطانية المنشأ، والتي بدأت كشركة صغيرة لطباعة أوراق لعب القمار في لندن، لتصبح الأفضل على مستوى العالم.