دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إيران، الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى التخلّي عن "الفكر التوسّعي والتخريبي" الذي اعتبر أنّه "ألحلق الضرر بشعبها"، في وقت يتظاهر فيه إيرانيّون احتجاجاً على رفع سعر الوقود.
وقال الملك السعودي في خطابه الذي نشرته صفحة وزارة الداخلية على موقع تويتر أنه : "على النظام الإيراني أن يُدرك أنّه أمام خيارات جدّية، وأنّ لكلّ خيار تبعات سيتحمّل هو نتائجها. والمملكة لا تنشد الحرب، لأنّ يدها التي كانت دوماً ممتدّة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنّها على أهبّة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكلّ حزم ضدّ أيّ عدوان".
وأضاف:"أمل في أن الاتفاق الأخير الذي تمّ برعاية سعودية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والانفصاليين الجنوبيين "سيفتح الباب لمحادثات سلام أوسع" لإنهاء النزاع في اليمن".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات الملك، حيث أوضح في خطاب أمام مجلس الشورى: "نأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة وأن يُدرك أنّه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسّعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب".
ونشر حساب وزارة الخارجية السعودية تصريحات الملك على تويتر، وقال: "لقد عانت المملكة من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه التي وصلت مؤخراً إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمّدة لتقويض كلّ فرص السلام والأمن في المنطقة".
نفوذ إيراني في الشرق الأوسط يقلق الرياض
وتحظى إيران بنفوذ كبير في لبنان والعراق وسوريا واليمن، عبر جماعات مؤيّدة لها.
واندلعت مؤخراً في لبنان والعراق تظاهرات مندّدة بالنظام.
كما شهدت غالبية المدن الإيرانية احتجاجات بعد أن بدأت السلطات تقنين توزيع البنزين وزيادة أسعاره بواقع 50% على الأقل، وهو ما أدى إلى خروج الناس للشوارع ومخاوف من ارتفاع التضخم رغم الوعود الرسمية بأن الإيرادات ستستغل في مساعدة الأسر المحتاجة.
وبحسب بيان سابق لشركة توزيع المنتجات البترولية الإيرانية، فإن سعر لتر البنزين المدعوم من الدولة ارتفع من 1000 تومان إلى 1500 تومان (18 سنتاً) حتى 60 لتراً لكل سيارة شهرياً، وإذا زاد استهلاك السيارة على 60 لتراً يصبح سعر لتر البنزين 3000 تومان (36 سنتاً)، بزيادة تقدَّر بـ3 أضعاف.
وتعتبر إيران إحدى الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات النفط في العالم، حيث تدعم كل سيارة بـ 60 لترَ بنزينٍ شهرياً.
أزمة أرامكو النفطية
وتأتي هذه الأحداث في وقت شهدت فيه منطقة الخليج منذ مايو/أيار 2019 سلسلة هجمات غامضة ضد ناقلات نفط، بينما تعرّضت منشآت شركة أرامكو النفطيّة لضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة في 14 سبتمبر/أيلول.
واتّهمت واشنطن والرياض طهران باستهداف السفن بألغام وحمّلتها مسؤوليّة الهجوم على أرامكو، وهو ما نفته بشدّة.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ارتياحها لقرار الولايات المتحدة المتعلق بإنهاء إعفاء منشأة فوردو النووية الإيرانية من العقوبات اعتباراً من 15 ديسمبر/كانون الأول 2019.
وكانت إيران استأنفت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني نشاطات تخصيب اليورانيوم في مصنعها الواقع تحت الأرض في فوردو، في خطوة جديدة من ردها على الانسحاب الأحادي الأمريكي من الاتفاق النووي الذي يهدف إلى منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك قنبلة ذرية.