قال ديفيد غولدفين رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني إن الأمل يحدوه في إمكانية انتهاء الخلاف المرير بين دول الخليج العربية قريباً، داعياً هذه الدول إلى توحيد قدراتها العسكرية في ظل احتدام التوتر مع إيران.
تفاؤل أمريكي بقرب انتهاء الأزمة الخليجية
حيث ترى واشنطن في الخلاف القائم بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى تهديداً لجهود احتواء نفوذ إيران، وتدعو إلى جبهة موحدة.
وفي إشارة ربما على تراجع حدة الخلاف، قالت السعودية والإمارات والبحرين الأسبوع الماضي إنها ستشارك في بطولة إقليمية لكرة القدم تستضيفها قطر.
وقال غولدفين لرويترز في دبي رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن النزاع قد يحل قريباً "يحدوني الأمل بالتأكيد. من مصلحتنا قطعاً أن نرى إن كان بوسعهم التوصل إلى حل سياسي".
وحاولت واشنطن التوسط في الخلاف الخليجي لكن دون جدوى. وقطعت الدول الخليجية الثلاث ومصر العلاقات السياسية والتجارية وروابط النقل مع قطر في منتصف عام 2017، بسبب اتهامها للدوحة بدعم الإرهاب.
وتنفي قطر الاتهامات وتقول إن الحظر يهدف إلى النيل من سيادتها.
والولايات المتحدة حليفة لكل الدول الخليجية العربية الست. وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة، كما تستضيف البحرين الأسطول الخامس الأمريكي.
كان غولدفين قد حث الدول الخليجية على حل خلافاتها والعمل معاً في سبيل التصدي للتهديدات التي قال إن إيران تشكلها على أمن هذه الدول.
وقال أمام مؤتمر لقادة القوات الجوية "عندما ينطلق صاروخ أو طائرة مسيرة من إيران فلن يكون هذا هو الوقت المناسب لتسوية شكاوى الماضي. الوقت المناسب هو الآن.. اليوم".
وتحاول أمريكا تجميع جهود الخليج لمواجهة إيران في المنطقة
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عن سلسلة هجمات في الخليج خلال الصيف بما في ذلك هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية يوم 14 سبتمبر/أيلول أدى إلى خفض إنتاج المملكة من النفط إلى النصف بشكل مؤقت. وتنفي طهران ضلوعها في الهجوم.
وقال غولدفين "لا تملك أي دولة كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها بمفردها لكننا معاً نملك كل ما نحتاجه للدفاع الجماعي.
"لدينا القوة لبدء هذا الآن لأننا نواجه خصماً مشتركاً يبدو متمسكاً بانتهاج سلوك خبيث في المنطقة".
وفي الشهر الماضي، دعا وزراء دفاع دول الخليج العربية إلى جهود موحدة بين قواتها المسلحة في أعقاب الهجوم في السعودية.
وتأكيداً على مبدأ الأمن الجماعي، قال غولدفين إن أفضل فرصة للدفاع عن الإمارات قد تكون من قطر أو من سلطنة عمان المجاورة.
فيما تقول قطر أنها ترحب بحوار غير مشروط
وقد قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده استطاعت تخطي كافة آثار الحصار المفروض عليها وعززت من الصمود.
جاء ذلك خلال خطاب له خلال انعقاد الدورة الثامنة والأربعين لمجلس الشورى، الثلاثاء، 5 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب مراسل الأناضول.
وأضاف الأمير تميم، أنه "يعود الفضل في نجاحنا في احتواء الآثار السلبية للحصار، إلى نهجنا الهادئ والحازم في إدارة الأزمة، وكشف كافة الحقائق للعالم، وتمسكنا باستقلالية قرارنا السياسي".
وأشار إلى أن "الأحداث الواقعة في المنطقة وتسارعها تدعونا إلى اللجوء إلى الحوار لحل المشاكل".
وقال أمير قطر إنه "منذ بدء الأزمة أعربنا عن استعدادنا للحوار لحل الخلافات بين دول مجلس التعاون وفي إطار ميثاقه على أسس أربعة؛ الاحترام المتبادل، المصالح المشتركة، عدم الإملاء في السياسة الخارجية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأضاف "بدأت دول شقيقة تدرك صحة موقفنا من عدم وجود مصلحة لدول مجلس التعاون (الخليجي) في توتير الأوضاع، ولوحظ للأسف غياب دور مجلس التعاون في هذه الظروف، بسبب الأزمات المفتعلة، والموارد التي تهدرها، والطاقات التي تبددها."
وفي يونيو/حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية" بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.