تحدَّى متظاهر عراقي قوات مكافحة الشغب، التي تسعى بوسائل مختلفة لتفريق المحتجين، كان من بينها استقدام كلاب بوليسية لإرعابهم، لكن تلك الكلاب يبدو أنها لن تقوم بالمهمة، إذ عليها مواجهة الأسد الذي استجلبه المتظاهر إلى ميدان التظاهر.
وأصبح الأسد وصاحبه حديثاً متداولاً بين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشروا صوراً وفيديوهات لهما، وقد ظهر الأسد الكبير الحجم مكتسياً عَلم العراق.
وأصبح الأسد محطَّ أنظار وسائل الإعلام التي تزاحمت لتصويره، في حين كان الناس يفرُّون من حوله في أثناء تحرُّكه، وفقاً لما أظهره مقطع فيديو.
وقال عراقيون على مواقع التواصل، إن المتظاهر والأسد ظهرا، أمس الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، في محافظة بابل، التي تشهد احتجاجات مطالِبة برحيل الحكومة.
وشهدت محافظة بابل احتجاجات كبيرة، وأعلن متظاهرون في وقت سابق، الاعتصام وسط مدينة الحِلَّة التي تُعد مركزاً رئيسياً للمدينة، وإثر ذلك فرضت السلطات حظراً للتجول فيها، نهاية الشهر الماضي.
ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستخدم قوات الأمن العنف في مواجهة المتظاهرين، وسقط ما لا يقل عن 325 قتيلاً، في حين أُصيب أكثر من 15 ألف جريح، وفقاً لما ذكرته لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان
وكانت الحكومة العراقية قد تبنَّت حزم إصلاحات متعاقبة في قطاعات متعددة، لكنها لم تُرضِ المحتجين، حيث يصرون على رحيل الحكومة وكل الطبقة الحاكمة منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين، عام 2003.
لكن رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عام، يرفض الاستقالة، ويرهن رحيله بتوافق القوى السياسية على بديل له، ويحذر من أن استقالة الحكومة من دون "بديل سلس وسريع"، يترك مصير العراق للمجهول، وفق رأيه.
ومن المرتقب أن يستضيف البرلمان العراقي، يوم الأربعاء المقبل، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، وسط تصاعد الضغوط الدبلوماسية على بغداد، بسبب الاحتجاجات وطريقة التعامل معها.