قالت صحيفة "الجمهورية" المصرية، نقلاً عن مصدر أمني مصري لم تسمّه، إن الشرطي السوداني الذي توفي في القاهرة، وخرجت على إثر الخبر تظاهرات غاضبة في مدينة أم درمان السودانية وسط شكوك في سبب وفاته، جاء نتيجة التهاب رئوي حاد.
وكتبت الصحيفة أن الشرطي نزار نعيم وصل القاهرة قادماً من السودان في 3 نوفمبر/تشرين الثاني عبر منفذ أرقين البري بغرض العلاج من مرض صدري رفقة زوجته السودانية، وأقاما بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة.
ونقلت عن مسؤول بالسفارة السودانية في القاهرة قوله إن شهادة الوفاة المستخرجة من مكتب صحة بولاق الدكرور ذكرت أن سبب الوفاة نتيجة "التهاب رئوي حاد".
وقال المسؤول إنه تلقى اتصالاً من زوجة الشرطي بعد يومين من وصولهما، تفيد بوفاته في منزلهما تأثراً بمرضه الصدري، وقال إن السفارة أرسلت مندوباً لإنهاء الإجراءات اللازمة وتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة مفتش الصحة واستخراج شهادة الوفاة.
وأكد عدم اتخاذ الزوجة إجراءات قانونية لكون الوفاة طبيعية، وأشار إلى نقل الجثمان إلى مشرحة أحد المستشفيات بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة لحين انتهاء إجراءات تسفيره إلى بلده.
ولفت إلى إرسال السفارة السودانية بالقاهرة برقية بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني لوزارة الخارجية السودانية لإيضاح أن الوفاة طبيعية بغرض "تفويت الفرصة على أية إساءة للعلاقات بين البلدين"، وفق قوله.
احتجاجات بعد أخبار "الوفاة الغامضة"
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني، اندلعت احتجاجات بعدة مناطق من مدينة أم درمان، غربي العاصمة السودانية الخرطوم، بعد ورود أنباء عن وفاة غامضة؛ لا سيما أنه كان شاهداً على عملية فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالعاصمة التي جرت في يونيو/حزيران 2019.
وأضرم المحتجون النار في إطارات السيارات وأغلقوا شوارع رئيسية في أم درمان.
أعلن امتلاكه أدلة على عملية فض الاعتصام، واستقال حماية للمتظاهرين
ونقلت صحيفة "الجريدة" السودانية، في وقت سابق، عن نعيم تأكيده أنه يملك أدلة على عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة.
وقدم نعيم استقالته من الشرطة أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية بالسودان في ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد رفضه أوامر بضرب المتظاهرين.
عشرات القتلى في فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم
وفي يوليو/تموز 2019، كشف "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي قاد الاحتجاجات في البلاد، عن "اختفاء قسري لمئات المواطنين"، في أعقاب أحداث فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم.
وحسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية، بلغ عدد قتلى فض ساحة اعتصام الخرطوم 61 شخصاً.
فيما حمّلت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي، المجلس الانتقالي العسكري الحاكم مسؤولية فض الاعتصام، وقالت إنه أسفر عن سقوط 128 قتيلاً.
ويشهد السودان اضطرابات منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989 – 2019)؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.