نقلت صحيفة NY Daily News الأمريكية عن مسؤولٍ كبيرٍ في وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن الرئيس الأمريكي ترامب لم يُرد، قبل منح المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا "شيئاً أقل" من أن يُعلن البلد الأوروبي بدء تحقيقٍ يستهدف هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى تحقيقٍ آخر يستهدف جو بايدن وابنه.
ترامب رغب من أوكرانيا بدء تحقيق يستهدف هيلاري كلينتون مثل جو بايدن وابنه
وقد أدلى جورج كنت، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبيا، بالتصريح الصادم خلال شهادته السرية يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث شهد بأنه قيل له إن ترامب استخدم اسم كلينتون "اختصاراً" للتحقيق الذي طلب من الرئيس فلاديمير زيلينسكي إطلاقه في أمر نظرية مؤامرةٍ يمينيةٍ تدعي تدخُّل أوكرانيين مناهضين لترامب في انتخابات 2016.
وتُمثل شهادة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبيا التي نُشرت نسخةٌ مطبوعةٌ منها الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني، المرة الأولى التي يُذكر فيها اسم كلينتون في سياق التحقيقات الأوكرانية التي رغب ترامب بإجرائها في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، ويُشير ذكرها إلى أن ترامب أراد للتحقيق أن يستهدف المرشحة الديمقراطية السابقة لرئاسة الجمهورية بطريقةٍ أو بأخرى.
وقد أدلى مسؤول أمريكي بهذه الشهادة التي تخص ترامب وكلينتون
وقال كنت إن غوردون سوندلاند، سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي الذي اختاره ترامب بنفسه للمنصب، نقل الرسالة المتعلقة بكلينتون له ولغيره من الدبلوماسيين بعد الحديث مع الرئيس يوم 7 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف كنت أنه يتذكر قول سوندلاند إن ترامب كان مُصراً على أن زيلينسكي احتاج لذكر "ثلاث كلماتٍ" في الإعلان على الملأ عن التحقيقات ذات التهم السياسية.
وجاء في النسخة المطبوعة من شهادة كنت: "لم يُرد رئيس الولايات المتحدة أقل من أن يأخذ زيلنسكي ميكروفوناً ويقول تحقيقٌ (في أمر) بايدن وكلينتون".
وأصر ترامب وحلفاؤه في الكونغرس مؤخراً على أنه حجب 400 مليون دولارٍ فقط من المعونة الأمريكية لأوكرانيا؛ لأنه أراد من الأوكرانيين استئصال الفساد والتحقيق في مزاعم التجاوزات.
غير أن الذكر المتكرر لبايدن وكلينتون يُشير إلى أن التحقيقين اللذين طلبهما لم يرتكزا في ذهنه على الفساد، وإنما استهدفا خصمَيه السياسيين كذلك.
ارتكز التحقيق الذي طلبه ترامب والمتعلق ببايدن على مزاعم لا أساس لها بأن ابن نائب الرئيس الأمريكي السابق، هانتر، تهرب من الملاحقة القضائية في تهم فسادٍ في البلاد بمساعدة أبيه ونفوذه.
لكن رغم ذلك ليس هناك أدلة تدعم تلك المزاعم
قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبيا إنه سافر إلى أوكرانيا لحضور مؤتمرٍ بعد أيامٍ قليلةٍ من اكتشافه أمر طلب التحقيق في شأن هيلاري كلينتون.
وما إن وصل إلى أوكرانيا قال كنت إن القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة هناك بيل تايلور أخبره أن سوندلاند يضغط على زيلينسكي لتحقيق رغبة ترامب في الإعلان عن بدء التحقيقات في ظهورٍ خاصٍ على شبكة CNN أثناء المؤتمر.
قال كنت إنه كان يُعتقد على نطاقٍ واسعٍ أن إعلاناً كذلك كان سيدفع ترامب لاستيفاء المعونات من جديدٍ ودعوة زيلينسكي إلى البيت الأبيض.
وقال كذلك: "كان الترقب أو الأمل في أن إرسال تلك الإشارة سيُمهد الطريق لزيارةٍ للبيت الأبيض ولإعادة المعونات الأمنية أو وقف الإدارة لحظرها".
من جهته، قدم سوندلاند، أحد أكبر المتبرعين لحملة ترامب الانتخابية، شهادته المنقحة لمحققين في قضية عزل الرئيس في وقتٍ مبكرٍ من هذا الأسبوع، مؤكداً فيها وجود مقايضةٍ تضمنت تجميد الولايات المتحدة لمساعداتها، قائلاً إن زيلينسكي وافق على إجراء الإعلان على شبكة CNN في مقابل الحصول على أموال المساعدات الدفاعية التي يحتاجونها بشدة.
لكن قبل يومين من الموعد الذي كان يُفترض أن يُدلي فيه زيلينسكي بإعلانه عفا ترامب عن الإعانات وسط اعتراضات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ولم يظهر الرئيس الأوكراني على شبكة CNN.
فيما رفض ترامب هذه الروايات
ففي شهادته قدم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبيا أيضاً رصداً مفصلاً للجهود المتزامنة التي بذلها رودي جولياني لإيجاد مخالفاتٍ سياسيةٍ من خصوم الرئيس الديمقراطيين في أوكرانيا نيابةً عن ترامب، والتي طغت على قنوات التواصل التقليدية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في البلاد.
وقال كنت إنه وغيره من زملائه المسؤولين تلقوا تعليماتٍ تطلب منهم "خفض رؤوسهم" فيما يمارس جولياني ومسؤولو الإدارة الذين عينهم ترامب جهودهم في القنوات الخلفية المريبة.
قال كنت أيضاً إن جزءاً من سياسة الظل تلك كان يتضمن محاولاتٍ عدائية من جولياني للتشهير بسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش والضغط من أجل طردها.
وقال إن جولياني نشر مزاعم "غير حقيقيةٍ" حول أن ماري عازمة على تقويض ترامب بعد أن اختلفت مع الإدارة الأمريكية حول مزاعم المؤامرة الأوكرانية الغامضة، واصفاً ذلك بأنه "حملةٌ من الأكاذيب".
وفي إطار حملته المناهضة لماري كان جولياني يعتمد معلوماتٍ خاطئة يُروج لها أربعةٌ من السفراء السابقين في أوكرانيا، وصفهم "كنت" جميعاً بأنهم "فاسدون". في نهاية المطاف أقال ترامب ماري من منصبها.
ولم يرد جولياني على طلب التعليق الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني.
ورفض العمدة السابق الامتثال لاستدعاءٍ للمساءلة في هذا الشأن، وتعرض للتدقيق في تحقيقٍ جنائي متعلقٍ بالشأن الأوكراني يتضمن اثنين من شركائه في نيويورك.
وحين شعر جولياني بالقلق لجأ لتوظيف فريقٍ قانوني جديدٍ يوم الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني وزعم في تغريدةٍ أنه والرئيس "بريئان".
ووفقاً للنسخة المطبوعة من شهادة كنت، فإن جينيفر ويليامز واحدة من مساعدي مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، تُدلي بشهادتها سراً هي الأُخرى في التحقيقات -وهي واحدةٌ من أواخر الشهادات السرية قبل أن تُصبح التحقيقات علنيةً الأسبوع المقبل.
الجدول الزمني لسير التحقيقات في التهم الموجهة للرئيس دونالد ترامب
في 25 يوليو/تموز استمعت جينيفر ويليامز للمكالمة الشهيرة لدونالد ترامب وزيلينسكي وشهدت أنها توترت من الحوار، لكنها لم ترفع تقريراً بشأنها لمديريها؛ لأن موظفين آخرين شهوداً على الواقعة زعموا أنهم رفعوا تقارير، وفقاً لما جاء في التقارير.
بدأت المرحلة العلنية من التحقيقات في التهم بالشهادة العلنية لبيل تايلور، أحد أبرز الدبلوماسيين الأمريكيين في أوكرانيا، يوم الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول.
قُبيل شهادة تايلور، أرسل آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس، وأبرز ديمقراطيٍ يقود تحقيق العزل، رسالةً يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول لأبرز جمهوريي لجنته ديفين نونز، العضو الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، عرض عليه فيها فرصة ترشيح شهودٍ للشهادة العلنية.
وقال شيف إنه سينظر في طلبات زملائه الجمهوريين، لكنه شدد على أنها يجب أن تتعلق بالتحقيق بشأن أوكرانيا.
وسيُطالب الجمهوريون على الأرجح بأن يظهر عميل المخابرات المركزية الأمريكية الذي وشى بأمر مكالمة ترامب التي جرت في يوليو/تموز في بادئ الأمر للشهادة العلنية، وهو طلبٌ لن يُقابل من شيف إلا بالرفض؛ حيث يحمي القانون الفيدرالي سرية هويته.