تتزايد الضربات التي يتلقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوماً بعد يوم، وآخرها ما أمرت به محكمة في نيويورك الرئيس الأمريكي، الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بدفع مليوني دولار لاستعماله أموال منظمة خيرية تابعة له في تمويل حملته الانتخابية في عام 2016.
وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست، عن القاضية ساليان سكاربولا التي أصدرت الحكم، قولها: إن المنظمات الخيرية، مثل التي كان يرأسها ترامب وثلاثة من أبنائه، لا يحق لها التدخل في السياسة.
وتضمنت التسوية التي توصل لها ترامب مع القضاء، اعترافاً نادراً ومفصلاً بسوء السلوك، وهو أمر غير معتاد من الرئيس الذي يستخدم منذ فترة طويلة نهجاً عدائياً في مواجهة الدعاوى القضائية.
وفي حكمها الصادر يوم الخميس ، خلصت المحكمة في ولاية منهاتن إلى أن ترامب قد "خرق في الواقع واجبه الائتماني" من خلال استخدام المؤسسة للنهوض بمصالحه التجارية والسياسية.
وأوضحت سكاربولا أن على ترامب أن يدفع الغرامة من ماله الخاص.
ترامب "خان الأمانة"
وأضافت القاضية سكاربولا: "أُوجّه ترامب بدفع مليوني دولار، (وهو المبلغ) الذي كان سيحول إلى المنظمة لو كانت لا تزال موجودة"، وقررت أن يذهب هذا المبلغ إلى 8 منظمات خيرية لا علاقة للرئيس الأمريكي بها.
وقالت سكاربولا إن ترامب "خان الأمانة" عندما سمح بأن تستعمل الأموال التي جمعت لقدماء المحاربين في تمويل حملته الانتخابية في عام 2016.
وقالت المدعية العامة في نيويورك، ليتيشا جيمس، إن دونالد ترامب الابن، وإيريك ترامب، وإيفانكا ترامب، الذين كانوا يديرون المنظمة، مطالبون بحضور دورات تدريبية بشأن واجبات مديري المنظمات الخيرية.
وتم الاتفاق على مبلغ المليوني دولار في تسوية لقضية حركها الادعاء العام في ولاية نيويورك.
تعليق ترامب على الحكم الصادر بحقه
على الرغم من اعتراف ترامب الصريح بارتكاب المخالفة، إلا أنه ذهب إلى منصته المفضلة تويتر، وهاجم من وصفهم بـ"السياسيين المأجورين في ولاية نيويورك"، مدعياً أن مؤسسته قد أعطت "جميع أموالها لجمعيات خيرية كبيرة "وأنه عانى منذ 4 سنوات مما وصفه بـ"التحرش بدوافع سياسية" من قبل مكتب النائب العام.
وأضاف في بيانه: "كل ما وجدوه كان عملاً خيرياً فعالاً بشكل لا يصدق وبعض الانتهاكات الفنية الصغيرة".
يذكر أن المنظمة التي كانت تحمل اسم ترامب، قد أغلقت أبوابها في عام 2018، بعدما اتهمها الادعاء العام بأنها مجرد واجهة لخدمة مصالح الرئيس.
يأتي هذا التطور في وقت تدخل فيه إجراءات مساءلة ترامب بشأن ضغطه على أوكرانيا للتحقيق مع منافسه جو بايدن مرحلة حاسمة الأسبوع المقبل، وذلك عندما تعقد لجنة بمجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أولى جلساتها العلنية بشأن القضية.
وفي تحرك يثير المخاطر قبل عام الانتخابات الرئاسية، قال ديمقراطيون يوم الأربعاء إن لجنة المخابرات بمجلس النواب ستبدأ جلساتها مع ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين عبروا عن قلقهم بشأن تعاملات ترامب مع أوكرانيا.
وسيدلي كل من وليام تايلور، أكبر دبلوماسي أمريكي في أوكرانيا، وجورج كنت نائب مساعد وزير الخارجية والسفيرة الأمريكية السابقة لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش بشهاداتهم علانية أمام اللجنة.