قالت صحيفة The Washington Post، إن عصابات التهريب في المكسيك تستخدم مثاقب وأدوات كهربائية، لشق فتحات كبيرة في الجدران التي شُيّدت على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
تسلّق الجدران
وذكرت الصحيفة، اليوم الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، نقلاً عن مسؤولين في هيئة الحدود مطَّلعين على الأضرار، أن "أجزاء الصلب والخرسانة من الجدران، التي أخذ الرئيس دونالد ترامب يروّج لها بوصفها حلاً لتدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، يمكن ثقبها وتقطيعها باستخدام منشار، متوافر للشراء تجارياً بأقل من 100 دولار".
وأخبر المسؤولون الصحيفةَ بأن المهربين، بالإضافة إلى اختراق الجدران، تسلقوا الجدران مراراً وتكراراً باستخدام السلالم لتكون حلاً مؤقتاً، خاصة في المناطق القريبة من سان دييغو.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى وجود عوامل للردع، أحدها المستشعرات الإلكترونية التي لم يجرِ تركيبها بعدُ، لكن في حال تركيبها قد تستشعر المكان والزمان اللذين لحِقا بهما الضرر، وهو ما قد يسهّل الإصلاحات.
ومع ذلك، يقول أحد المسؤولين السابقين بهيئة الحدود، إن المهربين من المرجح أن يجدوا في نهاية المطاف وسيلة للتغلب على تلك المستشعرات أيضاً.
جدار كلّف المليارات
وكانت مسألة الجدار قد أمست مسألة مكلِّفة أدت إلى توترات سياسية بين نواب الكونغرس وترامب، بعد أن أطلق الرئيس في وقت سابق، ما أصبح أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، عندما لم يتراجع في النقاشات مع النواب، خلال ديسمبر/تشرين الأول 2018، عن طلبه تخصيص 5 مليارات دولار لإقامة جدار حدودي.
ورغم محاولات الرئيس المتكررة لاستكمال خطوات إقامة الجدار، فإن خبراء في البيئة وبشؤون الهجرة، أخذوا يعربون عن شكوكهم في آثاره المحتملة على المناطق القريبة وبشأن مدى فاعلية المشروع بشكل عام.
وفقاً لتقرير صحيفة The Washington Post، يستغل المهربون تصميم "السياج المكون من أعمدة" والذي استقرت عليه الإدارة الأمريكية في النهاية. وسبق أن أصر مسؤولو هيئة الجمارك وحماية الحدود، على أن الجدار وحده لا يستطيع حماية الحدود.
وأفادت شبكة NBC News، في يناير/كاون الثاني 2019، بأن اختباراً أجرته "وزارة الأمن الداخلي" لجدار من أعمدة فولاذية في التصميم الذي اختاره ترامب، أظهر أن الجدار يمكن الرؤية من خلاله.
ولم يجرِ تضمين صور الخروقات بالجدار في نسخة منقوصة من تقرير داخلي صدر عن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في فبراير/شباط 2018، وذُكرت فيه العيوب، وذلك حسبما أوردت NBC، في حين نفى ترامب صحة الصور، قائلاً إنها تعود "لجدار صممته إدارات سابقة"، رغم أن الجدار الذي سُئل عنه جدار أقيم تحت إدارته.