قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، اليوم السبت 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن تركيا ستعيد أعضاء تنظيم "الدولة الإسلامية" المُعتقلين إلى بلادهم، في الوقت الذي شكا فيه من التقاعس الأوروبي بشأن هذه المسألة.
واشار صويلو إلى أن الموقف الأوروبي جعل تركيا تتعامل بمفردها مع مسألة سجناء داعش، وقال إن "هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وغير مسؤول أيضاً. سنرسل أعضاء داعش المعتقلين إلى بلادهم".
وقالت وكالة رويترز إن تركيا اعتقلت بعض أعضاء التنظيم الفارين في شمال شرق سوريا خلال الشهر الماضي، بعد أن بدأت هجوماً عسكرياً هناك ضد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية بهدف إبعادهم عن الحدود، حيث تعتبرهم امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المُصنف على لوائح الإرهاب لدى أمريكا، وأوروبا.
ترحيل هولنديتين
وفي السياق ذاته، قالت وكالة الأناضول إن السلطات الأمنية في تركيا تعتزم تسليم المديرية العامة لإدارة الهجرة، مواطنتين هولنديتين من زوجات عناصر تنظيم "داعش" جرى توقيفهما عقب دخولهما الأراضي التركية من سوريا بطريقة غير قانونية، وذلك لاتخاذ إجراءات ترحيلهما.
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بـ "المطلعة"، قولها إن "كوثر. س، وفاطمة. هـ تعرفتا من هولندا عام 2013 على اثنين من عناصر داعش عبر الإنترنت، وجاءتا إلى تركيا ومنها إلى سوريا للزواج منهما".
وأوضحت المصادر أن "كوثر" و "فاطمة" عبرتا إلى سوريا بطريقة غير قانونية باستخدام قضاء "ريحانلي" التابع لولاية هطاي جنوبي تركيا، والمتاخمة للحدود السورية.
وقُتل أحد الزوجين جراء هجوم بقذيفة هاون، والآخر في حادث سير.
وأشارت الوكالة إلى أن "كوثر" و "فاطمة" أرادتا في وقت لاحق العودة إلى هولندا مع أطفالهما، وتقدمتا بطلب إلى السفارة الهولندية لدى أنقرة.
وتواصلت السفارة الهولندية مع السلطات التركية لتتمكن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن أنقرة من توقيف "كوثر" و "فاطمة".
تجريد من الجنسية
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام هولندية أن حكومة البلاد بدأت إجراءات لتجريد "فاطمة. هـ" من الجنسية لعرقلة عودتها إلى هولندا، وقالت وكالة الأناضول إن "الحكومة الهولندية لا تبدي ترحيباً بعودة مواطنيها المنتمين لداعش".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا مراراً الدول الأوروبية لاستعادة مواطنيها المنتسبين لتنظيم "داعش"، الذين جرى اعتقالهم واحتجازهم في سجون بسوريا.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، هدد ترامب أوروبا بأنها إذا لم تستعد معتقلي داعش، فإن الولايات المتحدة سترميهم عند حدودها، وسيكون "الأوروبيون مضطرون للقبض عليهم ثانية".
وقال ترامب: "لقد جاؤوا من ألمانيا، وجاؤوا من فرنسا، لن تستمرَّ الولايات المتحدة في إيواء الآلاف والآلاف ممن اعتقلناهم، وتُبقيهم في معتقل غوانتانامو طوال الخمسين عاماً المقبلة، وتنفق المليارات والمليارات من الدولارات".
وأضاف: "لقد قدَّمنا لأوروبا معروفاً جماً. غالبيتهم (المعتقلون) تقريباً من أوروبا، عليهم إذاً أن يتخذوا قراراً، وإلا سنُطلقهم عند الحدود".