أثنى دونالد ترامب على علاقته الجيدة بنظيره التركي، قائلاً إن لديه علاقات جيدة مع أردوغان، وذلك بعد أقل من أسبوعين من تسريب رسالة يتحدث فيها ترامب عن أردوغان، ووصفتها الخارجية التركية بـ"غير اللائقة"، ورد عليها الرئيس التركي بلهجة شديدة، معتبراً أنها قلة احترام.
"لتراقب تركيا الحدود، المهم النفط فأنا أحبه"
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها ترامب، الجمعة 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، من البيت الأبيض، قبيل توجهه إلى ولاية ميسيسيبي، رداً على سؤال حول ما إذا كان أردوغان سيجري زيارة للولايات المتحدة يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أم لا.
وقال ترامب: "لدينا علاقات جيدة مع الرئيس أردوغان، والاتفاق الذي وقعناه مؤخراً بخصوص سوريا يطبَّق بشكل جيد للغاية".
وشدد على رغبته في عودة الجنود الأمريكان الموجودين بسوريا إلى منازلهم، مضيفاً "وليراقب الحدود التركية السورية آخرون غيرهم. ولقد قمنا بتأمين حقول النفط، فأنا أحب النفط، ونحن نتعاون مع الأكراد".
وتابع: "كما نعمل مع تركيا والعديد من الدول الأخرى"، على حد تعبيره.
قبل أسابيع، وصف أردوغان رسالة ترامب بـ"قلة الاحترام"
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، قال أردوغان إنه سيرد في الوقت المناسب على رسالة نظيره الأمريكي، بشأن العملية العسكرية التركية شمالي سوريا، والتي حملت تعبيرات بعيدة عن اللغة الدبلوماسية المعهودة.
واتهم أردوغان، ترامب بمخالفة "الكياسة السياسية، والدبلوماسية" عندما أرسل خطاباً يهدده فيه بتدمير الاقتصاد التركي، إذا حاد عن "طريق الصواب والإنسانية" في سوريا، بحسب تعبير ترامب.
وقال أردوغان، في تصريح لصحفيين في إسطنبول يُعد أول تعليق له على رسالة ترامب: "لن ننسى قلة الاحترام هذه، لكن الحب والاحترام المتبادل سيمنع قائدي البلدين من إبقاء الخطاب حاضراً باستمرار على أجندة أعمالهما"، وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York Times.
وفي الوقت نفسه، توعد أردوغان بالرد، حيث قال: "نرغب أن يعلم الجميع أنه حين يأتي الوقت المناسب سنفعل ما يلزم".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا كان آخر سجال بين القائدين اللذين سعيا لإظهار نفسيهما بأنهما حازمان وغير متسامحين.
من جانبهم، قال مسؤولون أتراك، في تصريح لشبكة BBC البريطانية إنَّ الخطاب أغضب أردوغان، لدرجة أنه ألقاه في سلة القمامة، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان أردوغان قد أمر قواته بدخول سوريا قبل قراءته خطاب ترامب أم بعدها.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد نشرت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، رسالة ترامب للرئيس التركي، والتي طالبه فيها بإعادة النظر في موضوع التدخل التركي في شمالي سوريا، والتوصل إلى اتفاق قبل بدء العملية، لكن لهجة الرسالة كانت غير معتادة كما وصفتها موسكو، التي أدانتها وقالت إن ترامب استخدم كلمات لا يستخدمها عادة رؤساء الدول في المراسلات.
ترامب تحدث أيضاً بثقة عن إجراءات عزله، ووصف منافسه المحتمل بـ"الوغد"
في سياق آخر وصف ترامب مساعي عزله من منصبه بـ "الزائفة"، مضيفاً "لا يمكنكم عزل رئيس لم يرتكب أي شيء خطأ على الإطلاق".
وقال إنه يعتقد أن "أغلبية غاضبة" من الناخبين الأمريكيين ستدعمه في مواجهة التحقيق، مع سعيه لحشد أنصاره لإبداء اعتراضهم على محاولة الديمقراطيين عزله.
وقال ترامب إن "الشعب الأمريكي ملّ من أكاذيب وخدع وتطرف الديمقراطيين"، وأضاف أن الديمقراطيين "خلقوا أغلبية غاضبة ستصوت للإطاحة في 2020 بكثيرين من الديمقراطيين الكسالى".
فيما أبدى ثقته في قدرته على هزيمة أي ديمقراطي ينافسه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
كما سخر ترامب من بيتو أورورك، بعد ساعات من انسحاب عضو مجلس النواب السابق فجأة في السابق، للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، وقال "بيتو ذلك الوغد المسكين.. الرجل البائس المثير للشفقة"، وقال إن بايدن "سيسقط مثلما يسقط الحجر".
وكان مجلس النواب الأمريكي قد صوت رسمياً، الخميس 1 نوفمبر/تشرين الأول، على إجراءات عزل ترامب، والمصادقة على مشروع قانون يقضي بإطلاق جلسات علنية حول هذه المساءلة.
وصوت 232 شخصاً على القرار، بينما رفضه 196، حيث عارضه الجمهوريون، وانضم إليهم اثنان فقط من الديمقراطيين، هما النائب جيف فان درو من نيوجيرسي، والنائب كولين بيترسون من مينيسوتا.
التدخل العسكري التركي والاتفاق الأمريكي
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات، لإبعاد تنظيمات "ي ب ك/ بي كا كا" و "داعش" عن الحدود، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علّق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب قوات الحماية الكردية من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في سوتشي في يوم 22 من الشهر ذاته.