أقر شقيقان من عائلة أحسني، كانا يديران شركة خدمات الطاقة "أونا أويل" ومقرها موناكو، بالذنب في الولايات المتحدة، وأنهما كانا جزءاً من برنامج استمر 17 عاماً، لدفع رشاوى قيمتها ملايين الدولارات لمسؤولين في تسع دول.
وقالت وزارة العدل الأمريكية، الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن كلاً من سيروس أحسني (51 عاماً) وأخيه سامان أحسني (46 عاماً) أقرا بالذنب، في مارس/آذار، في تهمة واحدة بالتآمر لانتهاك القانون الأمريكي لمكافحة ممارسات الفساد الأجنبية، نيابة عن شركات، وذلك لتأمين عقود نفط وغاز.
وأوضحت الوزارة أن الحكم سيصدر عليهما يوم 20 أبريل/نيسان 2020.
وكان ستيفن هنتر (50 عاماً)، مدير تطوير الأعمال السابق في الشركة، المقيم ببريطانيا، قد أقر أيضاً في أغسطس/آب، بأنه مذنب بالتآمر لانتهاك القانون ذاته.
وقال مدَّعون أمريكيون إن الأخوين أحسني، وهما بريطانيان، تآمرا مع آخرين، بينهم عدة شركات وأفراد، لرشوة مسؤولين حكوميين في الجزائر وأنجولا وأذربيجان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإيران والعراق وكازاخستان وليبيا وسوريا منذ عام 1999 وحتى عام 2016 تقريباً.
رشاوى عابرة للقارات
كانت وسائل الإعلام تناقلت، في 30 مارس/آذار 2016، تقريراً منسوباً إلى مؤسستي "هافينغتون بوست" الأمريكية و "فيرفكس مديا" الأسترالية حول أضخم شبكة رشاوى تعمل في مجال تجارة النفط على مستوى العالم. وكشف التقرير حينها أن السلطات القضائية في موناكو فتّشت المكتب الرئيسي لشركة "UnaOil"، بالإضافة إلى بيوت كبار مديري الشركة.
وقد أشار التقرير إلى ضلوع "الإيراني البريطاني اللبناني" سيروس أحسني في صفقات مع مسؤولين كبار بالشرق الأوسط وشركات عملاقة غربية متورطة في "صفقات فاسدة ذات تأثير عالمي"، حسب وصف السلطات القضائية في موناكو. وتضمنت الصفقات تبادل كميات ضخمة جداً من الأموال وسرقة الشركات الغربية المتورطة لموارد الدول التي تعمل بها، بواسطة شركة "UnaOil". وتضمنت قائمة المتورطين شركات عالمية شهيرة من بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا وأستراليا وهولندا.
لمسؤولين في أكثر من بلد عربي
أما في العراق، فأشار التقرير إلى تورط شركة "UnaOil" في فضيحة دفع مبلغ ضخم لوسطاء عراقيين، للتأثير على كبار المسؤولين العراقيين وبعض السياسيين، وهو ما خوّل لها الحصول على صفقات بمبلغ ضخم جدّاً هو مليار و300 مليون دولار في قطاع الغاز.
وأشار تحقيق الصحيفتين إلى عدد من الأسماء البارزة في العراق ذات العلاقة المباشرة بهذه الفضيحة، أبرزها وزير التعليم العالي حسين الشهرستاني، الذي كان وزيراً للنفط.
وفي ليبيا، أيام حكم القذافي، وزعت الشركة ما يسمى "البقشيش"، الذي يعتبر رشوة. وبلغت قوة "UnaOil" هناك ذروتها في فترة العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظام القذافي عام 2004 والتي خلقت الأجواء المناسبة للشركة، فأصبحت القوة الوحيدة المؤثرة في التعاملات النفطية الليبية كافة، مع حلول عام 2011.
وكانت للشركة أيضاً حصة من الفضائح بسوريا تم كشفها في التحقيق الصحفي، حيث قطعت الشركة وعوداً لشركات بريطانية، بغية الحصول على عقود داخل سوريا، مقابل 2.75 مليون يورو، تُصرف لأحد المقربين من بشار الأسد. لكن شركة "أحسني" لم تدفع الأموال للسوريين، وعلى خلفية ذلك تلقت عام 2009 عدداً من الرسائل الإلكترونية تحذرها من خسارة "أصدقائها" في سوريا إن لم تدفع المبلغ المتفق عليه.