دعت نقابة المعلمين العراقيين، الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، الهيئات التدريسية والتعليمية في البلاد إلى إضراب عام حتى الأحد المقبل، تضامناً مع المتظاهرين.
وحذر نقيب المعلمين عباس السوداني، في تصريح صحفي، وزارة التربية من إصدار أية عقوبات ضد المضربين من الهيئات التدريسية.
وقال السوداني إن "نقابة المعلمين دعت كافة الهيئات التدريسية والتعليمية في أنحاء العراق إلى إضراب عام وشامل، في المدارس حتى نهاية الأسبوع الجاري".
وذكر أن "دعوة النقابة تأتي تضامناً مع المتظاهرين، الذين يطالبون بمحاسبة الفاسدين وتحقيق العدالة بين أبناء الشعب، وتوفير الخدمات العامة وفرص العمل".
وصباح الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، توفي متظاهر في محافظة البصرة جنوبي البلاد متأثراً بجراح تعرض لها، ليرتفع بذلك إجمالي قتلى الاحتجاجات في البلاد إلى 75 منذ الجمعة الماضية.
نواب برلمانيون يعلنون استقالتهم
فيما أعلن أربعة نواب عراقيين تقديم استقالاتهم من البرلمان رفضاً لأداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بـ "الفشل" في الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
واستقال النائبان الشيوعيان الوحيدان اللذان حصلا على مقعديهما ضمن ائتلاف "سائرون"، وهما رائد فهمي، وهيفاء الأمين، إضافة إلى طه الدفاعي ومزاحم التميمي من قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وجاءت هذه الخطوة غداة بدء نواب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتصاماً مفتوحاً داخل البرلمان، "إلى حين إقرار جميع الإصلاحات التي يُطالب بها الشعب العراقي".
وقد فاز تحالف "سائرون" (تحالف الشيعة والشيوعيين بالعراق) بالانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/أيار 2018، بنيله 54 مقعداً في البرلمان، ما جعل الصدر في موقع مؤثر في الائتلاف الحكومي الذي يطالب الشارع بإسقاطه اليوم.
وتقدم رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي قبل أيام بمقترحات عدة لتنفيذ إصلاحات، لم تكن مقنعة للمتظاهرين.
الاحتجاجات متواصلة
وبينما تحاول الطبقة السياسية في البلاد تهدئة الشارع، فإن المتظاهرين يواصلون احتجاجاتهم في مناطق عراقية عدة.
وشهدت العاصمة العراقية ومدن جنوبية عدة موجة ثانية من الاحتجاجات منذ مساء يوم الخميس الماضي، رغم مواجهة المتظاهرين بوابل القنابل المسيلة للدموع، وحظر التجول، والعنف الذي خلّف أكثر من 70 قتيلاً، بعضهم سقط بالرصاص الحي جنوباً، والبعض الآخر احتراقاً خلال إضرام النار في مقار أحزاب سياسية.
وانضم طلاب إلى التظاهرات في بغداد، وأشار ناشطون إلى أن نحو خمس مدارس قررت إغلاق أبوابها والمشاركة في الاحتجاجات بشكل جماعي.
وفي ساحة التحرير التي تعتبر رمزية ومركزاً أساسياً لانطلاق التظاهرات في العاصمة، شوهدت فتيات صغيرات يرتدين الزي المدرسي ويحملن حقائب الظهر يتجولن في الشوارع التي تطلق فيها عبوات الغاز المسيل للدموع.
وهذه التظاهرات هي الثانية من نوعها خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد أولى قبل أسبوعين، شهدت مقتل 149 محتجاً و8 من أفراد الأمن.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم.