يتواصل التصعيد في الشارع اللبناني باليوم الثاني عشر للاحتجاجات الشعبيّة المستمرة وسط إقفال للطرقات في "إثنين السيارات"، عقب دعوات للمتظاهرين.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات للتظاهر بشكلٍ مختلف من خلال ركن السيّارات في منتصف الطريق.
وجاء في الدعوة التي وزّعت تحت عنوان "إثنين السيارات"، و"مليون سيارة بالطريق وين بروحو فيهن" (أين يذهبون بهم؟)، #بدنا_نسكر_الطرقات (نريد إغلاق الطرقات)".
وانتشرت دعوات أخرى طالبت بإضراب عام، "استكمالاً للضغط الشعبي وبهدف تحقيق المطالب"، وجاءت هذه الخطوة بهدف شلّ الحياة العامة بإقفال جميع الطرقات الحيوية والداخلية، بحسب المصدر نفسه.
احتجاج السيارات
من جهتها، أفادت غرفة التحكم المروري عبر حسابها بموقع تويتر، الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بأن الطرقات المقطوعة ضمن نطاق بيروت هي: "نهر الكلب، جلّ الديب، جسر الرينغ، الصيفي، الشفروليه، ساحة ساسين".
وجميعها طرق رئيسية وحيوية.
أما الطرق المغلقة من زحلة (محافظة البقاع/ شرق) حتى العاصمة بيروت فهي: "مستديرة زحلة، سعدنايل، مفرق قبّ الياس، جديتا، ضهر البيدرمفرق فالوغا، مفرق العبادية، صوفر، عاليه".
والطرق المغلقة من الجنوب باتجاه بيروت هي: "صور ساحة العلم، مستديرة كفررمان، حبوش، صيدا (نقاط عدّة)، الجيّة مفرق برجا".
وأغلقت الطرقات الرئيسيّة والفرعيّة في مدينة صيدا (جنوب) صباحاً بأجساد المتظاهرين، وبعدد من السيارات تماشياً مع الدعوة، وسط انتشار لعناصر الجيش التي حصل تدافع بينها والمحتجّين على خلفية إغلاق طريق صيدا – الأولي، ما أدى إلى وقوع جريحين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية).
وفي بيانٍ حمل الرقم 11، وجّهت حملة "لحقّي" (المدنيّة) نداء "للناس، لكل الناس"، طالبت فيه بـ "إضراب عام في كل لبنان" الإثنين، واستمرار التحرّكات الاحتجاجيّة "بإصرار وثبات، حتى الاستقالة الفوريّة للحكومة المعادية لمصالح الناس، وتشكيل حكومة مؤقتة ذات مهام محدّدة، حكومة للناس من خارج مكونات الطبقة الحاكمة".
عصيان مدني حتى تحقيق المطالب
وأصدر حراك "حراس المدينة" المشارك في تنظيم الاعتصام في ساحة النور ببيروت، بياناً دعا فيه "الحراك الشعبي إلى الاستمرار في الإضراب العام، واستمرار العصيان المدني الشامل لغاية تحقيق المطالب".
وسبق أن أعلنت جمعية المصارف اللبنانيّة إقفال البنوك، الإثنين، مع استمرار الاحتجاجات في كافة المناطق.
وجاءت هذه الخطوة في وقتٍ تتخوّف فيه المصارف حال فتحت أبوابها من طلبٍ كبير على الدولار، أو سحب كبير من الإيداعات إلى الخارج، وتدهور سعر صرف الليرة.
والأحد نظّم المتظاهرون سلاسل بشريّة على امتداد الساحل، وذلك في اليوم الحادي عشر للمظاهرات، تأكيداً على توحّد جميع اللبنانيين وموقفهم المشترك ضدّ الطائفيّة.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، لم تتوقف التظاهرات في لبنان، في حين بدأ المحتجون بإطلاق وصف "الانتفاضة" و "الثورة" على تحركاتهم التي تطالب باستعادة المال المنهوب ومحاسبة الفاسدين.
التحركات جاءت كردّ فعل على قرار الحكومة زيادة الضرائب في إطار إعداد موازنة العام القادم، لا سيما فرض رسم على تطبيق "واتساب"، ما اعتبره المحتجون "القشة الذي قسمت ظهر البعير".
ومنذ اليوم التالي، أقفلت معظم المؤسسات الرسمية والخاصة في لبنان، على رأسها المصارف، التي أعلنت استمرار الاقفال الإثنين، في ظل إضراب عام يفرضه المتظاهرون عبر قطع الطرقات الرئيسية، خصوصاً الطريق السريع الساحلي الذي يربط المدن الرئيسية ببعضها.