شكل المحتجون في لبنان الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، سلسلة بشرية في أنحاء البلاد في اليوم الحادي عشر من التظاهرات غير المسبوقة ضد السياسيين الذين يتهمونهم بالفساد ودفع البلاد نحو انهيار اقتصادي لم تشهده منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وتشابكت أيادي المحتجين على طول الطرق الساحلية اللبنانية بهدف تشكيل سلسلة بشرية تمتد بطول 171 كيلومتراً من الجنوب إلى الشمال. وأراد المحتجون إيصال رسالة أنهم متحدون ضد النخبة السياسية.
وأصابت الاحتجاجات البلاد بالشلل بسبب الاعتصامات وإغلاق الطرق بالحواجز خلال المظاهرات التي اجتذبت كل أطياف الساحة السياسية في لبنان.
وقالت جمعية مصارف لبنان في بيان إن البنوك ستظل مغلقة غداً الإثنين، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في لبنان، حتى تعود الأوضاع للاستقرار في ضوء استمرار الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وأغلقت المصارف في لبنان أبوابها على مدى ثمانية أيام عمل مع خروج احتجاجات تطالب الحكومة بالاستقالة دون وجود حل للأزمة في الأفق.
كما أغلقت المدارس والعديد من الشركات أبوابها.
وتستهدف الاحتجاجات في أنحاء البلاد الطبقة السياسية المتهمة بإساءة استغلال السلطة واستغلال موارد الدولة لمصالحها الشخصية. وبدأت الضغوط المالية في التفاقم بما يشمل نقصاً في الدولار وضغوطاً على قيمة العملة اللبنانية.
واستمرت الاحتجاجات في لبنان على الرغم من إعلان الحكومة حزمة إصلاحات عاجلة قبل أيام أخفقت في تهدئة الغضب الشعبي. كما لم تصل تلك الإصلاحات أيضاً إلى حد طمأنة المانحين الأجانب للوفاء بتعهدات بمليارات الدولارات تمس الحاجة إليها.
وفي الفاتيكان صلى البابا فرنسيس اليوم الأحد من أجل الشباب الذين يتظاهرون في لبنان ودعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم من أجل أن يظل لبنان مكاناً "للتعايش السلمي".