انضاف 7 قتلى جدد لضحايا الاحتجاجات في العراق خلال يومها الثاني السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بينما أرسلت بغداد قوات الجيش إلى جنوب البلاد بعد الأحداث التي شهدتها، الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول محافظة الديوانية.
وقالت الشرطة ومصادر مستشفى إن 3 أشخاص قتلوا في جنوب العراق وأصيب 84 في بغداد، السبت، في اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين خلال احتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.
وتأتي الاضطرابات بعد يوم من وقوع احتجاجات عنيفة يوم الجمعة شهدت مقتل 52 شخصاً على الأقل في أنحاء العراق.
ولقي محتجان حتفهما وأصيب 17 آخرين في مدينة الناصرية بجنوب البلاد. وقالت الشرطة إن مجموعة من المحتجين خرجت من تجمع يضم الآلاف في وسط المدينة لاقتحام منزل مسؤول محلي مضيفة أن الحراس فتحوا النار على تلك المجموعة بعدما أضرمت النار في المبنى.
الأمن يلجأ للقوة من أجل تفريق المتظاهرين في ميدان التحرير
وفي بغداد، أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المحتجين بميدان التحرير. وذكرت مصادر أمنية وطبية أن خمسة من بين المصابين الستة والعشرين يرقدون في حالة خطيرة بعدما أصيبوا بقنابل الغاز في رؤوسهم مباشرة.
ولمح الجيش ووزارة الداخلية العراقيان في بيانين، السبت، إلى أنهما ينويان الرد على الاحتجاجات بشكل أكثر صرامة.
ورغم أن قوات الأمن لا تستخدم قنابل الغاز إلا لصد المحتجين الذين يقتربون من المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد إلا أنها استخدمتها ضد المحتجين في ميدان التحرير اليوم السبت.
والمنطقة الخضراء هي التي تضم البنايات الحكومية الرئيسية في بغداد وهي مغلقة أمام العراقيين العاديين منذ سنوات طويلة.
وقالت سلوان نور "جئنا بالأعلام وزجاجات المياه فقط. لكنهم ضربونا.. نحن نلتزم بالسلم وليس معنا أسلحة". وقال مراسل لرويترز إن قنابل الغاز تطلق على الحشود كل 15 دقيقة تقريباً.
وزاد ذلك من غضب المتظاهرين الذين يحتجون ضد النخب السياسية التي يقولون إنها فشلت في تحسين حياتهم بعد سنوات من الصراع والمصاعب الاقتصادية.
وقال أحد المحتجين "مطالبنا بسيطة للغاية لكن حتى هذه المطالب يعجزون عن تلبيتها. هذا بلدنا! عادل عبدالمهدي مجرد مسؤول صوري. بغداد لن تهدأ".
بعد يوم دام في جنوب العراق وأحداث "شغب"
وكان معظم القتلى يوم الجمعة محتجين في مدن بجنوب العراق. وقتل ثمانية محتجين في بغداد أغلبهم بقنابل غاز أطلقتها قوات الأمن.
وكان المحتجون أفضل استعداداً اليوم السبت حيث وزعوا أقنعة وحملوا معهم إسعافات منزلية الصنع لتساعدهم في الوقاية من قنابل الغاز. ووزع آخرون أغذية ومياهاً.
وقال شاب طلب عدم ذكر اسمه "الحكومة تسرق منا منذ 15 سنة. صدام رحل واختبأ ألف صدام في المنطقة الخضراء" في إشارة لصدام حسين.
وهذه ثاني موجة عنف كبرى هذا الشهر. وخلفت سلسلة من الاشتباكات قبل أسبوعين بين المحتجين وقوات الأمن 157 قتيلاً وما يربو على 6000 جريح.
وقالت مصادر طبية والمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إن ما يربو على 2000 شخص أصيبوا على مستوى البلاد.
ما جعل الجيش يتدخل في محافظة الديوانية
أرسلت الحكومة العراقية قوات من جيش البلاد، السبت، إلى محافظة الديوانية (جنوب)، في خضم احتجاجات شعبية عنيفة تشهدها المحافظة ومناطق أخرى من الدولة.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، في خبر مقتضب، بأن "قطعات من الفرقة 19 بالجيش العراقي وصلت إلى محافظة الديوانية". وذكرت أنه تم "فرض حظر التجوال الشامل في المحافظة".
وعادة ما تتولى قوات الشرطة المحلية مهمة بسط الأمن داخل المدن بما فيها تأمين الاحتجاجات.
كانت السلطات الأمنية فرضت حظر التجوال إلى أجل غير مسمى في الديوانية ومحافظات أخرى وسط وجنوبي البلاد في مسعى لاحتواء أعمال عنف واسعة تخللت احتجاجات مناهضة للحكومة، الجمعة.
وأخرجت السلطات الصحية في الديوانية، صباح السبت، 12 جثة محترقة من مبنى المحافظة ومقرات حزبية تم إضرام النيران فيها، مساء الجمعة.
والاحتجاجات في الديوانية جزء من احتجاجات أوسع شهدتها العاصمة بغداد ومحافظات أخرى في وسط وجنوبي البلاد، الجمعة، للمطالبة بإقالة الحكومة ورحيل النظام السياسي "الفاسد".