ضرس العقل أو Wisdom Teeth هو الضرس الثالث والأخير من حيث الظهور بآخر الفم، وعادةً ما يظهر في السنوات القليلة قبل أو بعد العشرين من العمر.
فما أعراض ظهور ضرس العقل؟ وهل هناك أهمية له؟
ما أهمية ضرس العقل؟
يساعد ضرس العقل الأضراس الأخرى على أداء وظيفتها في حال كان بصحة جيدة وبارز باتجاه مناسب، ولكن هذا ليس الحال دائماً.
إذ تكون أضراس العقل مائلة في الاتجاه بكثير من الأحيان، وهو ما يمكن أن يؤثر سلباً في بقية الأسنان، أو عظم الفك، أو الأعصاب فتحتاج عندها القلع.
سُمّيت أضراس العقل بهذا الاسم، لأنها غالباً ما تظهر في عمرٍ يكون فيه الشخص أكثر نضجاً مقارنة بالأضراس الأخرى، ومن الطبيعي أن يرافق ظهورها الشعور ببعض الانزعاج وعدم الارتياح.
ولكن في حال كان هناك ألمٌ أكثر فيُنصح بزيارة طبيب الأسنان، لأخذ الاستشارة المناسبة.
ما عدد ضروس العقل؟
يحتوي فم الإنسان في العادة على أربعة ضروس عقل على الأكثر، يقع اثنان منها في الجزء العلوي من الفك، واثنان بالفك السفلي، وفي بعض الأحيان قد لا يظهر بعضها أو جميعها لدى بعض الأشخاص، بسبب عدم تطوّرها لديهم.
وبشكل عام، فإن لفم الإنسان 32 سناً دائمة، تنقسم بتعادل بين الفكين، وهي المجموعة الثانية من الأسنان التي تظهر في فم الإنسان بعد الأسنان اللبنية التي يبلغ عددها 20 سناً.
ما مشاكل أضراس العقل عادة؟
يرى بعض الخبراء أنه مع مرور السنين، وتغيّر نمط طعام الإنسان فإن الفك البشري يصبح أصغر وأضيق، وتقل المساحة المتاحة لظهور ضرس العقل، وقد تسبب أضراس العقل عديداً من المشاكل، لذلك يقوم طبيب الأسنان عادةً بمتابعة ظهورها وملاحظة بعض النقاط، ويمكن تفصيل ذلك على النحو التالي:
- تجمُّع بقايا الطعام في ضرس العقل: عندما لا يكون ضرس العقل ظاهراً بموقعه الصحيح، فإنّه قد يشكل مكاناً تنحصر فيه بقايا الطعام ويصبح تجمعاً للبكتيريا المسبِّبة لتسوسات الأسنان، وأحياناً قد يصعب استخدام خيط الأسنان الطبي بين ضرس العقل والضرس الذي يسبقه.
- حدوث التهاب اللثة: في حال كان ضرس العقل غير ظاهر بالكامل في الفم، فإنه يعطي مجالاً لدخول البكتيريا من خلال اللثة في تلك المنطقة، وحدوث الالتهاب، وانتفاخ اللثة، والمعاناة من الألم والانزعاج تبعاً لذلك.
- تراكم الأسنان: عندما لا تكون المساحة المتوافرة كافيةً لظهور ضرس العقل، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراكم الأسنان الأخرى، أو يُحدث ضرراً لها وللعظم المحيط بها.
ولكن في حال حدوث التهاب فيه، فإنّ لذلك أضراراً عديدة على الأسنان وأجزاء الفم المجاورة، ويُصاحب هذا الالتهاب بعض الأعراض، مثل: انتفاخ واحمرار اللثة، وألم ونزيف في اللثة، وألم وانتفاخ في الفك، ورائحة نفَس كريهة، وصعوبة في فتح الفم.
أعراض ظهور ضرس العقل
يتسبب بزوغ أضراس العقل في حدوث بعض الأعراض والعلامات؛ منها أن يشعر الشخص ببعض الضغط، وكذلك بنبضٍ خفيفٍ مزعجٍ في مؤخرة الفك.
وعادةً ما تُرافق ظهور أضراس العقل بعضُ المشاكل إذا لم يتوافر لها الفراغ الكافي لبزوغها؛ وهو ما يؤدي إلى نموّها بشكلٍ خاطئٍ، حيث إن أضراس العقل التي لا تظهر بشكلها وموقعها الصحيحَين تؤدي إلى تجمُّع بقايا الطعام حولها، ونمو البكتيريا بعد ذلك.
كما أن أضراس العقل المطمورة جزئياً تُعطي فرصةً للبكتيريا للنمو، وحصول الالتهاب كنتيجةٍ لذلك.
وتظهر أعراض هذا الالتهاب على شكل احمرارٍ وانتفاخٍ في اللثة المحيطة بضرس العقل، بالإضافة للألم الذي ينتج من الضغط على الأضراس الخلفية، وقد يُرى الصديد أو القيح خارجاً من اللثة.
ويُرافق ذلك وجود طعمٍ سيئ ورائحةٍ كريهةٍ في الفم.
ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب التهاب ضرس العقل في أثناء نموّه، وجود ألمٍ بالفك تصاحبه صعوبةٌ في فتح الفم.
وفي بعض الأحيان يتسبب الالتهاب بحدوث انتفاخٍ في اللثة المحيطة بالضرس، والخد، ومناطق أخرى محيطة بالفك في الجهةى نفسها، وقد يؤدي الانتفاخ إلى حدوث ضغطٍ على المناطق المحيطة بضرس العقل، كما قد يمتد الألم ليصل إلى الأذن ويتسبب بحدوث ألمٍ فيها.
هل يمكن علاج ألم ضرس العقل في المنزل؟
هناك عديد من الوصفات البيتيّة التي تساعد على تخفيف ألم ضرس العقل، إلا أن تخفيف هذا الألم بهذه الوصفات يكون مؤقتاً، ولا يُغني عن تشخيص المشكلة وعلاجها عند طبيب الأسنان. ومن هذه الوصفات ما يلي:
- استخدام غسول الفم الملحي: حيث يتم استخدام الماء
الدافئ المذاب فيه ملح الطعام كغسولٍ فموي؛ فالمحلول الملحي يساعد على قتل البكتيريا.
وتتم المضمضة بالمحلول الملحي مرةً أو مرتين في اليوم، ويكون ذلك لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة. - استخدام زيت القرنفل: حيث يحتوي زيت القرنفل على مادةٍ مخدرةٍ تسمى الأوجينول، ويتم وضع قليل من زيت القرنفل على قطعةٍ صغيرةٍ من القطن، ليتم وضعها على منطقة الألم، على ألا توضع طويلاً، لأن ذلك قد يتسبب بتهيج المنطقة التي يوضع عليها.
- استخدام زيت النعناع الفلفلي: والذي يوضع على
قطعةٍ من القطن لتوضع على مكان الألم، وكذلك المضمضة بشاي النعناع بعد أن يبرد.
ولزيت النعناع القدرة على تخفيف الألم والالتهاب على حدٍّ سواء. - استخدام الثوم والزنجبيل المهروسَين: حيث يتم
هرسهما حتى يصبحا كالمعجون، ثم يوضع المعجون على اللثة.
وللثوم والزنجبيل القدرة على قتل البكتيريا، وكذلك قد يُخلط الثوم المهروس بقليلٍ من الملح، ثم يوضع الخليط على منطقة الألم.
علاج ألم ضرس العقل عند الطبيب
في حال زيارة طبيب الأسنان عند وجود ألمٍ أو التهابٍ بضرس العقل، فإنّ طبيب الأسنان يفحص المريض وأخذ صور لضرس العقل باستخدام تقنية الأشعّة السينيّة X-ray، ويقرر فيما إذا كان المريض بحاجةٍ لخلع ضرس العقل أم لا.
وهناك حالاتٌ يكون فيها خلع ضرس العقل هو الحل للتخلص من المشاكل التي ترافقه.
ومن هذه الحالات ظهور الألم، ووجود الالتهاب، ووجود الأكياس، أو مُصاحبة الضرس لنوعٍ من السرطانات، أو تسبّبه بحدوث أمراض اللثة، وتدميره للأسنان المجاورة، وكذلك تسوّسه مع صعوبة إصلاح التسوس، ولذلك يستدعي الأمر خلعه.
ومع ذلك فإن هناك حالات لا تستدعي خلع ضرس العقل؛ مثل أن يكون ضرس العقل مطموراً ولا يتسبب في حدوثٍ أيٍّ من المشاكل.
وفي الحالات التي تستوجب خلع ضرس العقل، فالبعض يحتاج بضع دقائق والبعض الآخر قد تمتد عملية خلع ضرس العقل لديهم لأكثر من 20 دقيقة.
وقد يحس المريض بألمٍ بعد الخلع، وبعض الانتفاخ خارج الفم وداخله، ويكون الألم شديداً في الأيام الثلاثة الأولى، ثم تخف حدّته، ويستمر بعدها أسبوعين تقريباً.
وتستدعي بعض الحالات بعض أنواع التدخل الجراحي، كأن يحتاج الطبيب إجراء قطعٍ في اللثة، وإزالة بعض العظم الذي يُغطي الضرس لتسهيل إزالته من مكانه، ثم تتم خياطة الجرح بعد خلع الضرس، ووضع قطعةٍ من الشاش مكان الجرح.
وفي حال قرر الطبيب الحفاظ على أضراس العقل وعدم خلعها، فعلى المريض أن يقوم بزيارة الطبيب بشكلٍ دوريٍّ، للكشف على أضراس العقل والتأكد من سلامتها.
ولذلك لا بد للمريض من الكشف عليها بشكلٍ دوريٍّ وتنظيفها باستمرار، وكلما كبُر الشخص في العمر، فإن مخاطر إصابته بالمشاكل الصحية بشكلٍ عامٍ، وبالمشاكل التي تتصاحب مع أضراس العقل بشكل خاص تزداد، لذا وجبت متابعتها دائماً.