كشف مدير تحرير موقع Middle East البريطاني، ديفيد هيرست، أن الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، كان لديه العديد من المشاريع الهادفة، الأمر الذي أدى إلى مقتله في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.
وجاء ذلك خلال جلسة عُقدت في اليوم الثاني من أعمال منتدى "TRT WORLD"، الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعنوان "جريمة قتل جمال خاشقجي، هل هي انعكاس للجغرافيا السياسية الإقليمية؟".
"نيويورك تايمز بالعربية"
وقال هيرست إن خاشقجي كان يسعى إلى إنشاء معهد للتدريب، وإطلاق صحيفة "نيويورك تايمز بالعربية".
وأوضح أن "السبب الأساسي وراء كل هذه الأفكار هو توفير مزيد من المعلومات للعالم العربي، كان لديه شغف بالتدريب، لم يكن يفكر فقط في أصدقائه القابعين بالسجن، بل كان يشعر بالمسؤولية تجاههم، لقد أسكتوا "جمال" بسبب نشاطه الزائد هذا"، على حد تعبيره.
وأشار الصحفي البريطاني أنه لا يزال غير قادر على قبول غياب خاشقجي، متمنياً لو كان "موجوداً في مكان ما، أو أنه كان يختبئ في قارب، أتمنى أن تكون الشائعات الرائجة التي تدّعي احتجازه في مكان ما صحيحة".
وأردف: "لقد صرّح المسؤولون الأتراك كثيراً أن خاشقجي لم يخرج من مبنى القنصلية، ولكن ما إن صارت المعلومات واضحة حول مقتله أصبحت أشعر بالضيق أكثر فأكثر، إلى أن تحوّل الأمر إلى كابوس عندي".
ووصف خاشقجي بأنه "كان خَصماً معتدلاً، أراد العودة إلى بلده"، على حد تعبيره.
تضرر صورة السعودية أمام العالم
ولفت هيرست إلى أنه بعد جريمة اغتيال خاشقجي البشعة، اهتزت صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الشارع البريطاني والأمريكي.
وقال "إنه (ابن سلمان) لم يجرؤ على زيارة هذين البلدين مؤخراً، حتى وإن تمكن من حضور قمة الزعماء العشرين، إلا أنه لم يعد يتجول في الشوارع تلك بحريته، خوفاً من ردة فعل الناس هناك"، مضيفاً أنه "رغم ذلك لم تتغير دكتاتورية محمد بن سلمان".
وأضاف أن الغرض من قتل خاشقجي هو إسكات الصوت الناطق بالنقد المعتدل تجاه السعودية في واشنطن.
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قُتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.
وعقب 18 يوماً على الإنكار، قدّمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت المملكة مقتل خاشقجي إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
محاولة تبرئة ولي العهد
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، نشرت صحيفة صباح التركية تقريراً جديداً كشفت فيه اعترافات للفريق الذي قام بقتل خاشقجي.
الاعترافات حسب التقرير المنشور تضمنت معلومات قالت الصحيفة إنه تم الكشف عنها للمرة الأولى، حيث قالت إن هذه الإفادات المرعبة -كما وصفتها- "ترمي إلى تبرئة ساحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإخفاء دوره الحقيقي في عملية القتل".
وتضمن التقرير، أن أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السعودية السابق قام بتأسيس 3 فرق، وهي فريق للتخابر وفريق للتفاوض والإقناع وفريق للدعم اللوجستي، ويشرف عليهم جميعاً الجنرال منصور أبو حسين .
وأشارت الصحيفة إلى أن أحمد عسيري، نفى مسؤوليته عن قتل خاشقجي وأشار في اعترافاته إلى أنه طلب من منصور أبو حسين إحضار خاشقجي حياً إلى السعودية بعد إقناعه بذلك وليس بالقوة.
وقال منصور أبو حسين إن أحمد عسيري، التقاه في وجود المستشار السابق لولي العهد السعودي، سعود القحطاني، والذي طالبه بإحضار خاشقجي للسعودية، ما دفعه إلى التحرك والاتصال بالقنصل السعودي في إسطنبول لزيارة القنصلية دون مزيد من التفاصيل.
وفي اعترافات ماهر المطرب والذي يعتبر الرجل الثاني في فريق القتل، فقد قال إنه اتخذ قراراً بقتل خاشقجي حال رفض الصحفي السعودي العودة للرياض، وخطط لدفنه في حديقة القنصلية لكنه تخوف من اكتشاف الأمر.
وأشار المطرب إلى أنه جلس وفريق القتل مع خاشقجي محاولين إقناعه بالعودة إلى السعودية ووضع أمامه على الطاولة منشفة ومواد مخدرة، وحين سأله خاشقجي عن هذه المواد قال المطرب إنها للتخلص منه ولعقابه بالقتل.
في المقابل قال صلاح الطبيقي إنه اعتمد على مخدر جلبه من القاهرة، وهو نوع محظور، قام بحقن خاشقجي به قبل أن يقطع جثته إلى أشلاء.