حذَّر رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام آبي أحمد علي من إمكانية دخول حرب مع مصر إذا كانت هناك حاجة لذلك بسبب مشروع "سد النهضة" المتنازع عليه مع مصر.
وقال، الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن بإمكان بلاده حشد الملايين إذا كانت هناك حاجة لخوض حرب مع مصر، لكنه قال إن التفاوض فقط هو الذي يمكنه حل الجمود الحالي.
وأكد أنه "لا يمكن لأي قوة أن تمنع إثيوبيا من بناء السد"، وتابع: "إذا كانت هناك حاجة للذهاب إلى الحرب فسنحشد الملايين. إذا تمكن أحد من إطلاق صاروخ، يمكن للآخرين استخدام القنابل. لكن هذا ليس في صالحنا جميعاً".
وتمثل التصريحات التي أدلى بها آبي أحمد، خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان، ونقلتها وكالة "أسوشيتد برس" وصحيفة "واشنطن بوست"، ظهوره الإعلامي الأول منذ فوزه بجائزة نوبل للسلام في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وقد دافع آبي أحمد عن استحقاقه الجائزة، وقال: "بعض الناس يجدون صعوبة في قبول جائزة نوبل للسلام. لقد أُعطيت بالفعل لآبي، ولن يتم أخذها منه. هذه قضية محسومة، الذين يستمرون في الحديث عن هذا يُهدرون وقتهم".
وقد انهارت المحادثات بين مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، وهو أكبر سد في إفريقيا كلف أكثر من 5 مليارات دولار، في وقت سابق من هذا الشهر.
وقد اكتمل بناء 70% بالفعل من هذا السد، وتقول إثيوبيا إنه من المتوقع أن يوفر السد الكهرباء لـ100 مليون شخص في إثيوبيا.
إلا أن مصر التي يبلغ تعدادها 100 مليون أيضاً تخشى من تقليل السد حصتها من مياه النيل، خاصةً أنه المصدر الرئيسي للمياه العذبة في البلاد.
ومن المتوقع أن يجتمع آبي أحمد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، يوم الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، على هامش قمة روسية – إفريقية في مدينة سوتشي الروسية.
وقد تولى آبي أحمد رئاسة وزراء إثيوبيا في أبريل/نيسان 2018؛ ليصبح بذلك أول شخص من جماعة الأورومو يدير البلاد.
وشهدت الشهور الأولى من رئاسته للحكومة اتخاذه قرارات جريئة وتقدمية؛ إذ أطلق سراح صحفيين، وسجناء سياسيين في البلاد، وأدان تعرّضهم للتعذيب. والتقى آبي أيضاً بمعارضيه السياسيين وشخصيات من المجتمع المدني لمناقشة الإصلاحات، ودعا الأحزاب السياسية المنفية للعودة إلى بلادها.
كما شَرَع في تنفيذ إصلاحات مؤسسية هائلة، بما في ذلك في قطاعي الأمن والعدل. وقد نال نوبل لدوره في إنهاء الحرب بين إثيوبيا وإريتريا المستمرة منذ 20 عاماً.