كشف وزير الدفاع السوداني الأسبق، الفريق عبدالرحيم محمد حسين، أن الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، "استلم أموالاً أرسلت من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر طائرة خاصة".
وأوضح المسؤول السوداني السابق خلال جلسة محاكمة، عمر البشير، السبت 19 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن الأموال تم استلامها "عبر مدير مكتب الرئيس الأسبق، حاتم حسن بخيت"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
واستمعت المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة الرئيس السابق عمر البشير في جلستها المنعقدة، السبت، إلى شاهد الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين والذي ذكر أمام المحكمة أنه كان يشغل وظيفة الأمين العام لمجلس قيادة الثورة وهو أول منصب دستوري يتقلده وبعدها تقلد وزير رئاسة الجمهورية عدة مرات ثم وزير داخلية مرتين ووزير دفاع لمدة تسع سنوات ثم والياً لولاية الخرطوم لثلاث سنوات وأخيراً رئيساً لمجلس الاستثمار القومي.
وقال وزير الدفاع السوداني الأسبق، إن رئيس الجمهورية مسؤول مسؤولية مباشرة عن الأمن القومي والدفاع والعلاقات الدولية والإشراف على كل الوزراء والمهام بالدولة.
البشير استلم أموال من محمد بن سلمان عبر طائرة خاصة
وكشف عبدالرحيم أنه لقربه الشديد من الرئيس وتواجده بصفة يومية معه فإن هناك أموالاً أرسلت من قبل الأمير محمد بن سلمان عبر طائرة خاصة وتم استلامها عبر مدير مكتب الرئيس الأسبق حاتم حسن بخيت.
وأضاف أن العلاقات الخارجية هي مهمة الرئيس ومسؤوليته المباشرة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت حصاراً على السودان ومنعت بنوكها من التعامل مع البنوك السودانية فيما يتعلق بالتحاويل المصرفية مما دفعهم إلى استخدام الحقيبة الدبلوماسية وأنه كثيراً ما قام بدفع رواتب الملحقين العسكريين نقداً عبر هذه الحقيبة.
وفي رده قال إنه لا يعلم بتاريخ وصول أموال محمد بن سلمان بسبب وجوده داخل سجن كوبر ولا يعلم إن كانت تلك الأموال وضعت في بنك السودان أو وزارة المالية.
وقال عبدالرحيم أمام المحكمة إن هناك الكثير من الأعمال قام بها الرئيس في هذا الشأن وإن كشفه لهذه المعلومات سيضر بالأمن القومي للبلاد، الأمر الذي رفضته المحكمة.
وأشار شاهد الدفاع إلى أنه في حال سمحت له المحكمة فإنه يطلب منها إخلاء القاعة ليكشف هذه التفاصيل.
وأوضح أن أحد الأسباب التي جعلتهم يتعاملون بالأموال خارج القنوات الرسمية مرده الحصار الأمريكي على البنوك باعتبار أن التحويل يتطلب تحديد جهة المال ووجهته مما يتطلب تجاوز تلك اللوائح والإجراءات المالية حتى يسهم ذلك في استقرار وأمن البلاد
وأضاف أن رئيس الجمهورية بحكم مسؤوليته من الأمن القومي كان تجاوزه ضرورياً وتصرف بالطريقة التي يراها مناسبة ولديه الحق في تقدير الأمور. وقال عبدالرحيم أمام المحكمة أنه لا تربطه علاقة قرابة أو نسب مع البشير.