إن كنت قد جرَّبت الصيام المتقطع، أو فوَّت وجبة في يوم مزدحم، أو جعت بشدة بعد تمرين قاس فلستَ بحاجة لإخبارك أن مذاق الطعام يصبح أطيب عندما تكون جائعاً.
لكن هل فكرت يوماً لماذا يصبح مذاق كل شيء أطيب عندما تكون جائعاً؟ فقد أظهر بحث جديد من المعهد الوطني للعلوم الفسيولوجية في اليابان، أن الصيام يجعل مذاق الطعام أطيب، حسب موقع mindbodygreen الأمريكي.
أظهرت الدراسة المنشورة في دورية Nature Communications العلمية، أن الفئران التي يجري إخضاعها للصيام تكون أكثر تفضيلاً للمذاق الحلو، وأقل حساسية للمذاق السيئ.
إذا كيف يحدث هذا؟
وجد الباحثون أن خلايا الدماغ (Agouti-related peptide AgRP) هي المسؤولة عن هذه التغييرات الناتجة عن الجوع في تفضيلات المذاق. وشرح أو فو، المُعد الرئيسي للدراسة أن خلايا AgRP العصبية تؤدي دوراً مهماً في تنظيم الشهية، نشَّط الفريق هذه الخلايا العصبية عن عمد، وراقب ما إذا كانت ستؤثر على إحساسنا بمذاق الطعام بعد الصيام.
وأظهرت النتائج أنه بمجرد تنشيط خلايا AgRP، تتسبب الخلايا في تغييرات في المذاق في مسارين عصبيين.
أولاً: زادت الخلايا العصبية تفضيل المذاق الحلو، وثانياً: عملت على خفض حساسية الفئران للمذاقات المُرة.
هل يمكن لتعديل تفضيلات المذاق المساعدة في مكافحة الأمراض؟
التعرف على هذه المسارات العصبية المحددة يؤكد أننا في المستقبل قد نتمكن من تطوير طريقة للتحكم في تفضيلات الطعام بطرق أخرى، خاصة بطرق تساعدنا على تلافي الأمراض المرتبطة بنمط الحياة والنظام الغذائي.
وبالنظر إلى حقيقة أن 100 مليون أمريكي يعيشون حالياً مع مرض السكري أو مقدماته، وأن 40% تقريباً من الأمريكيين يعانون من السمنة، فقد يكون لهذا آثار صحية هائلة.