مقتل عاملين أجنبيين اختناقاً وسط بيروت وسط اشتباكات بين الأمن ومحتجين

أعلنت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية، فجر الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، مصرع عاملين أجنبيين اختناقاً في مبنى تعرض للحريق جرّاء نيران أشعلها محتجون بالطرقات في قلب العاصمة بيروت، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية، وفرض ضرائب جديدة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/18 الساعة 05:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/18 الساعة 05:39 بتوقيت غرينتش
جانب من الاحتجاجات في بيروت/ رويترز

أعلنت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية، فجر الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، مصرع عاملين أجنبيين اختناقاً في مبنى تعرض للحريق جرّاء نيران أشعلها محتجون بالطرقات في قلب العاصمة بيروت، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية، وفرض ضرائب جديدة.

الوكالة ذكرت أن النيران انتقلت إلى مبنى "شهوان" قرب مسجد محمد الأمين وسط بيروت، ما أدى إلى مقتل عاملين أجنبيين تصادف وجودهما بداخله، مشيرة إلى أن ​الدفاع المدني​ يعمل على سحب الجثتين.

قنابل غاز وإصابات بين المتظاهرين

وفي وقت سابق الجمعة أصيب عشرات المتظاهرين اللبنانيين، بحالات إغماء؛ جرّاء إلقاء القوى الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع في ساحة رياض الصلح مقابل السراي الحكومي وسط العاصمة بيروت؛ لتفريقهم.

وبحسب مراسل الأناضول، عملت القوى الأمنية على إخلاء ساحة رياض الصلح من المتظاهرين، بإطلاق قنابل الغاز، وخراطيم المياه، كما عملت على ملاحقتهم وضربهم بالهراوات، فيما تحدث متظاهرون عن اعتقال عدد منهم.

ويشهد لبنان منذ مساء الخميس احتجاجات في مناطقه كافة وما زالت مستمرة، احتجاجاً على فرض ضرائب جديدة، وعلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بالبلاد.

كما أقدم المتظاهرون على نصب خيم في بيروت ومناطق أخرى بهدف البقاء في أماكن الاعتصام حتى إسقاط الحكومة وفق قولهم، ووقعت مواجهات مع القوى الأمنية قرب السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح.

الاحتجاجات اشتعلت بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية

وجاءت الاحتجاجات تلبية لدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت عقب إعلان الحكومة، تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام القادم تطال قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي، وغيره، بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة.

ورغم أن لبنان يشهد تظاهرات متقطعة في الآونة الأخيرة رفضاً لتردي الأوضاع الاقتصادية إلا أن تظاهرات الخميس المستمرة جاءت أكثر زخماً.

وعلى إثر ذلك قررت وزارة التربية والتعليم العالي في البلاد، الخميس، تعطيل المدارس والجامعات، الجمعة، بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وفق بيان صادر عنها.

وفي وقت سابق الخميس، قالت وزيرة الداخلية اللبنانية ريّا الحسن إنّه "لا استقالة لرئيس الحكومة سعد الحريري في الوقت الراهن لأن الاستقالة لا تحقق أي هدف".

واعتبرت الحسن في حديث لفضائية "الميادين" التي تتخذ من بيروت مقراً لها أنّ معظم التظاهرات سلمية "ولدى قوى الأمن تعليمات بعدم التصادم معها."

مقترح لاستقالة الحكومة

من جانبه كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، قد قال إنه اتصل، الخميس، بسعد الحريري واقترح عليه أن يستقيلا معاً من الحكومة.

كما أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، قال في بيان إنه اتصل بسعد الحريري ووليد جنبلاط كما يُجري اتصالات للتوصل إلى أفضل ما يمكن عمله بعد تدهور الأوضاع.

وأشار جعجع في بيان إلى أنه بصدد إعادة نظرة شاملة وكاملة والتشاور مع الحلفاء بهذا الشأن لاتخاذ القرار المناسب.

من جانبها قررت جمعية المصارف الخاصة إقفال المصارف، الجمعة، حسباً لأي ظروف طارئة.

الحكومة تتراجع عن قرار حديث يفرض ضرائب على الواتساب

وكان وزير الاتصالات محمد شقير أعلن منذ ساعات التراجع عن فرض رسم 20 سنتاً عن كل يوم استخدام خدمة الواتساب، بعد تظاهرات احتجاجية عمت في المناطق اللبنانية كافة

وبالتوازي قالت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية، الخميس، إن الرئيس اللبناني، ميشال عون أجرى اتصالاً بالحريري وتقرر عقد جلسة مجلس الوزراء الجمعة في قصر بعبدا الرئاسي بدلاً من السراي الحكومي.

يذكر أن الحكومة اللبنانية تواصل مناقشة مشروع موازنة العام 2020.

وقال وزير الإعلام جمال الجرّاح الخميس، إن زيادة الضريبة على القيمة المضافة ستُطبق على مرحلتين، الأولى بنسبة 2% عام 2021 و2% إضافية عام 2022، لتصبح نسبة الضريبة الإجمالية المطبقة 15%.

كما كان الجراح قال إن فرض 20 سنتاً تعادل 6 دولارات لكل مشترك شهرياً على مكالمات تطبيق "واتساب وغيره من التطبيقات الذكية، أُقرّت في جلسة الأربعاء، على أن يبدأ تطبيقها مطلع العام 2020، بما يؤمّن للخزينة العامة 216 مليون دولار سنوياً.

يشار أن الضرائب التي يتم الحديث عنها هي ما زالت مشاريع قوانين وهناك إمكانية لتعطيلها في مجلس النواب (البرلمان).

ويواجه الاقتصاد اللبناني تحديات اقتصادية، تتمثل في ارتباك سوق الصرف المحلية، وتذبذب وفرة الدولار، وارتفاع سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء فوق 1650 ليرة، مقابل 1507 في السوق الرسمي.

علامات:
تحميل المزيد