قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، ربما تطلق سراح أسرى من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لحمل القوات الأمريكية على العودة للمنطقة.
وأضاف ترامب في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في موقع تويتر: "إنه سيكون من السهل للغاية أسرهم مرة أخرى".
واعتبر ترامب أنه "من السهل للغاية أن تعيد تركيا أو الدول الأوروبية التي ينحدر منها الكثيرون أسرهم، لكن ينبغي لهم التحرك بسرعة".
هروب منتسبي داعش
وأمس الأحد، قالت وكالة رويترز، إن الإدارة الذاتية الكردية قالت إن 785 أجنبياً من منتسبي تنظيم (داعش)، تمكنوا من الفرار من مخيم عين عيسى بمحافظة الرقة شمال سوريا حيث كانوا محتجزين، وذلك في أعقاب مواجهات دائرة عند الحدود السورية التركية.
وذكرت الوكالة نقلاً عن مصادر كردية، لم يتسنَّ التأكد من صحتها، أن فرارهم تم بعد أن هاجم عناصر -يبدو أنها من الخلايا النائمة لـ"داعش"- المخيم والحراس وفتحوا الأبواب من أجل فرار السجناء.
واتهمت تركيا القوات الكردية في شمال سوريا بافتعال حريق في مخيم عين عيسى الذي يضم المئات من عناصر داعش وعائلاتهم، ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية عن شاهد عيان من موظفي المخيم، قوله إن عناصر المنظمة قاموا قبل ظهر اليوم (الأحد) بإخراج كافة الموظفين المدنيين في مخيم عيسى، وبعد وقت قصير أضرموا الحريق في المخيم، ليؤمنوا هروب عناصر داعش وعائلاتهم من المخيم.
وأكد الموظف أن الحرائق كانت مفتعلة، ولم يحدث أي هجوم أو قصف على المخيم، مشيراً أن عناصر المنظمة خرجوا من المخيم بعد إضرام الحريق فيه.
ويضم المخيم الذي تم تأسيسه أواخر عام 2016 إلى جانب آلاف المدنيين الذين فروا من الاشتباكات، نحو 1500 من عناصر داعش الإرهابي وعائلاتهم.
سحب القوات الأمريكية
وتأتي تغريدات ترامب، اليوم الإثنين، بعد يوم من قول وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الولايات المتحدة تستعد لسحب نحو ألف جندي أمريكي من شمال سوريا.
ويتماشى سحب القوات الأمريكية من المنطقة مع رغبة ترامب التي عبر عنها منذ وقت طويل، وهي أن تبعد الولايات المتحدة نفسها عن الصراعات في الخارج.
ويأتي القرار بعد أن سحب ترامب في الأسبوع الماضي بعض القوات الأمريكية التي كانت تدعم القوات الكردية.
وساعد قرار ترامب، الذي تعرض لانتقادات شديدة من قادة في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ومن دول حليفة، في إفساح المجال لتركيا لبدء العملية العسكرية شمال سوريا.
وقال إسبر في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" (فيس ذا نيشن) الذي تبثه شبكة سي.بي.إس "في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة علمنا أن (الأتراك) يعتزمون على الأرجح مد هجومهم إلى مسافة أبعد في الجنوب والغرب مما كان مخططاً في البداية".
الابتعاد عن الشرق الأوسط
وأوضح الوزير الأمريكي أن الولايات المتحدة لم تكن ببساطة تملك ما يكفي من القوات لوقف تقدم تركي وكانت هناك حاجة لإبعادهم (الجنود الأمريكيين) عن طريق الأذى، وقال "من غير الممكن أن يكون باستطاعتهم وقف 15 ألف تركي من التقدم جنوباً".
واعتبر ترامب في وقت سابق أنه من "من الذكاء عدم الانخراط في القتال المحتدم على الحدود التركية"، وأضاف "هؤلاء الذين أقحمونا خطأ في حروب الشرق الأوسط لا يزالون يدفعون باتجاه القتال. ليس لديهم فكرة عن مدى سوء هذا القرار. لماذا لا يطلبون إعلان حرب؟".
وأطلق الجيش التركي مع فصائل من المعارضة السورية، يوم الأربعاء الماضي، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "نبع السلام"، وتقول أنقرة إنها تقاتل فيها القوات الكردية المنتشرة في المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا.
وتقول تركيا إن الهدف من العملية العسكرية "القضاء على الممر الإرهابي، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".