تدخل العملية التي يشنها الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية يومها الرابع، السبت 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وسط تطورات ميدانية متسارعة في أماكن القتال شمال شرق سوريا، حيث تدور مواجهات ضد مقاتلي وحدات "حماية الشعب" الكردي.
وأطلقت تركيا على هذه العملية اسم "نبع السلام" وتقول إنها موجهة ضد مقاتلين أكراد يمثلون امتداداً لحزب "العمال الكردستاني" الذي يخوض قتالاً مع تركيا منذ عام 1984، وتُصنف تركيا وحدات "حماية الشعب" و"العمال الكردستاني" على لوائح الإرهاب.
ومنذ بدء العملية العسكرية الأربعاء الماضي وحتى اليوم، برزت 5 تطورات ميدانية، حقق فيها الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية تقدماً على الأرض.
1 – السيطرة على مدينة رأس العين:
التطور الأبرز جاء مع إعلان وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، السيطرة على مدينة "رأس العين" الواقعة شرق نهر الفرات، وقالت الوزارة إن السيطرة عليها من قبل الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية، تأتي "نتيجة العمليات الناجحة المستمرة في إطار عملية نبع السلام".
وتقع مدينة رأس العين في شمال محافظة الحسكة، وهي متاخمة للحدود التركية، وكانت قوات "سوريا الديمقراطية" – التي تُشكل وحدات حماية الشعب الكردية جزءاً رئيسياً منها – تسيطر على المدينة.
وكان "الجيش الوطني" المؤلف من فصائل تابعة للمعارضة السورية، قد أعلن في وقت مبكر من اليوم السبت، عن سيطرته على معبر رأس العين الذي وصفه بالاستراتيجي، مشيراً إلى أن السيطرة عليه جاءت بعد طرد مقاتلي "الوحدات الكردية".
وتُعد مدينة رأس العين واحدة من المحاور الرئيسية التي بدأ منها هجوم الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية، إلى جانب مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة.
2- قطع طريق دولي استراتيجي:
وبالتزامن مع إعلان السيطرة على مدينة رأس العين، قال مقاتلون من فصائل المعارضة السورية المشاركة في عملية "نبع السلام"، إنهم قطعوا طريقاً استراتيجياً يربط بين مدينتي تل أبيض، ورأس العين، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وقال يوسف حمود، المتحدث باسم "الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة، إن المقاتلين "قطعوا الطريق رقم 712 الذي يربط بين مدينتي تل أبيض ورأس العين وهما محور الهجوم التركي".
ويتماس الطريق مع الحدود في بعض المناطق ويمتد بضعة كيلومترات داخل سوريا في مناطق أخرى.
وقال حمود لرويترز "التقدم هذا كان محوراً جديداً ومفاجئاً. ما بين تل أبيض ورأس العين. هذا المحور استطاع أن يقطع الطرق التي تربط سلوك، تل أبيض، رأس العين مع بعضها البعض مع القرى المنتشرة في المنطقة".
ويهدف الجيش التركي من وراء قطع الطرق الدولية والسيطرة عليها، إلى منع القوات الكردية من إيصال الإمدادات لبعضها في المناطق التي تسيطر عليها شرق نهر الفرات.
3- السيطرة على قرى في تل أبيض:
وعلى محور تل أبيض، يواصل الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية السيطرة على مزيد من القرى هناك، وحتى مساء أمس الجمعة، وصل عدد القرى المُسيطر عليها ضمن عملية "نبع السلام" إلى 14 قرية.
ويشير سير العمليات العسكرية في مدينة تل أبيض المتاخمة للحدود التركية، إلى عزم الجيش التركي التوجه نحو مركز المدينة بهدف السيطرة عليها.
وبحسب موقع "الجزيرة. نت" فإن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية تمكنوا منذ بدء العملية من التوغل إلى عمق 12 كلم داخل سوريا.
4- دوريات مشتركة عند الحدود:
وبالتزامن مع المواجهات بين الجيش التركي والقوات الكردية شمال سوريا، أجرت القوات الأمريكية بعد منتصف ليلة الجمعة – السبت، دورية عسكرية على الحدود السورية التركية في مدينة القامشلي، الخاضعة لسيطرة القوات الكردية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، قولها إن 5 عربات مدرعة تحمل العلم الأمريكي، أجرت دورية في أحياء مدينة القامشلي المحاذية للحدود.
وكانت أمريكا قد أبدت انزعاجها من عملية "نبع السلام" لكنها منعت مع روسيا إدانة تركيا على العملية في مجلس الأمن الدولي.
5- ارتفاع عدد الخسائر وقصف متبادل:
وفي أحدث إحصائية رسمية تركية، قالت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، إن عدد الذين تم تحييدهم من القوات الكردية وصل إلى 415 عنصراً، منذ بدء العملية العسكرية.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع إن "العملية في شرق الفرات استمرت بنجاح طوال الليل (ليل الجمعة/السبت)، وجرى استهداف مواقع المنظمة براً وجواً بشكل فعال".
وأعلنت تركيا أمس الجمعة، وفاة مدنيان اثنان في مدينة سوروج التركية بعد قصفها بقذائف هاون قالت إن قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية نفذته من سوريا.
وقبل ذلك أعلنت أنقرة أيضاً وفاة مدنيين اثنين أيضاً أحدهما رضيع سوري، في قصف نفذته "الوحدات الكردية" على منطقة أقجة قلعة الحدودية بولاية شانلي أورفة.
ومن جانبها، أعلنت "الإدارة الذاتية" التابعة للقوات الكردية في شمال سوريا، عن نزوح 191069 شخصا نزحوا بعد بدء العملية العسكرية التركية، وقدرت الأمم المتحدة، أمس الجمعة أن نحو 100 ألف شخص فروا من منازلهم في شمال سوريا منذ بدء الهجوم، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وتقول تركيا إن العملية العسكرية التي تشنها في الشمال السوري، تهدف إلى "القضاء على الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإعادة لاجئين سوريين إلى المناطق التي يتم انتزاعها من القوات الكردية".