كان من المقرر أن تبث قناة التاسعة التونسية حواراً أجرته مع الضابط السابق في الموساد الإسرائيلي آري بن مناشي، الذي كشف معلومات تخص مرشح الرئاسة نبيل القروي، وعندما امتنعت سرّبه مجهولون لمواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب.
والوقت الذي كان حُدد للمقابلة مساء الخميس، لكن القناة قالت إنها منعتها بنيَّة تجنُّب التشويش واحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحَين نبيل القروي وخصمه قيس سعيّد.
وبقي يومان على الانتخابات التي يحتدم فيها السباق بين أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد ورجل الأعمال نبيل القروي.
وفي الفيديو يقول آري بن مناشي إنه التقى نبيل القروي على مدى يومين، في تونس العاصمة، وإن القروي طلب منه المساعدة على بناء "تونس جديدة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن زعيم حزب "قلب تونس" كان يريد إخراج بلاده من "المدار الفرنسي ووضعها في المدار الأمريكي".
وأكد المعلومات السابقة التي تداولها الإعلام العربي والغربي بأنه التقى القروي وزوجته سلوى السماوي، في آخر زيارة على مدى يومين، كان الموعد الأول في "مركز أعمال" على الشاطئ بالعاصمة، والثاني في منزل المرشح عندما "دعانا لتناول العشاء"، وتم الاتفاق على أن يروج له في الغرب وفق عقد يتسلَّم بموجبه مليون دولار، مضيفاً: "في النهاية دفعوا لنا 250 ألف دولار على ثلاث دفعات، جاء بعضها من حساب زوجة المرشح عبر بنك في دبي".
صحيفة كندية بدأت بنشر تفاصيل القضية
وكانت صحيفة The Globe and Mail أثارت الجدل بعد أن أكدت صحة معلومات عن مبالغ مالية دفعها المرشح لرئاسة تونس نبيل القروي، لضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية، من أجل تحسين صورته عند الغرب، ودعمه في الانتخابات ليصل إلى قصر قرطاج ويصبح الرئيس.
وبعد أن كان المرشح نبيل القروي نفى المعلومات، جاءت الصحيفة الكندية لتؤكد ذلك، عبر تصريحات خاصة من الضابط الإسرائيلي نشرتها في تقرير قالت فيه إن القروي وقع عقداً من أربع صفحات مع الضابط اري بن مناشي، لتحسين سمعته مقابل مليون دولار. وقالت إن الضابط تسلم 150 ألف دولار أمريكي من هذا المبلغ، عبر زوجة السيد قروي، سلوى السماوي، من حساب بنكي في دبي و100 من وسيط، عرّفه بن ميناشي بأنه مسؤول تنفيذي سابق جزائري يعيش في مونتريال، وادعى أنه يعرف السيد قروي.
ويملك الضابط شركة ديكنز آند مادسون ومقرها مونتريال الكندية. وتسلم الضابط المبلغ مقابل الترويج للمرشح عند الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لطلب الدعم في الانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة إن العقد المؤلف من أربع صفحات وقع بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول. وجاء في تقرير الصحيفة الكندية أن توقيع العقد تم مع شخص يدعى محمد بودربالة، الذي قال بن ميناشي بأنه ممثل عن محامي القروي "محمد الزعنوني"، وأضاف بن ميناشي أنه لم يلتق بمحمد بودربالة.
وجاء في تقرير الصحيفة أن الضابط الإسرائيلي ميناشي التقى نبيل القروي في تونس، يوم 18 أغسطس/آب، وتناول العشاء في منزله بحضور شقيقه غازي وزوجته ومحاميه.
وقال بن ميناشي إنه في تلك الليلة كان نبيل القروي متأثراً بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة نجله خليل في حادث مرور منذ سنوات، حيث قرر القروي الدخول لعالم النشاط الخيري.
وبعد أن نفى القروي للإعلام التونسي المعلومات التي تحدثت عن دفعه مبالغ لتلميع صورته، جاء ميناشي ليؤكد أنه سيواصل تنفيذ شروط العقد، رغم أنه يشك في حصوله على بقية المبلغ وذلك لإعجابه بشخصية نبيل القروي الجذابة، ولاعتقاده أنه سيكون رئيساً جيداً لتونس، حسب تعبيره.
وجاء في الصحيفة أنه إذا ثبت صحة العقد أن ذلك يمثل تمويلاً أو دعماً للانتخابات من جهة خارجية، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون التونسي.
وبن ميناشي، 67 عاماً، من مواليد إيران، وهو ضابط مخابرات إسرائيلي سابق وكان من جماعات الضغط المساندة لأمراء الحرب والدكتاتوريين، بمن فيهم المستبد الزيمبابوي روبرت موغابي، وقائد ميليشيا شرق ليبيا خليفة حفتر والنظام العسكري الذي استولى على السلطة في السودان هذا العام.
ويقول ميناشي إن العقد الذي تم الكشف عنه أواخر الأسبوع الماضي موجود في مستند عام، تم تسجيله في 26 أغسطس/آب لدى وزارة العدل الأمريكية بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب.
والقروي متأهل للجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة، الأحد، بحصوله على المركز الثاني بالدور الأول خلف المرشح الرئاسي المستقل قيس سعيد.
وقبل أسبوع، كشف موقع "lobbying al-monitor"المختص في كشف أنشطة جماعات الضغط بالولايات المتحدة أن القروي، أمضى عقدا بقيمة مليون دولار مع شركة علاقات عامة يديرها ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، بهدف الحصول على دعم واشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال الموقع إن "القروي" أبرم في 13 أغسطس/آب الماضي عقدا مع شركة "دينكنز أند مادسون (Dickens and Madson)"، ومقرها كندا، التي يديرها ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق وتاجر السلاح آري بن ميناشي.
وردا على ذلك، نفى حزب "قلب تونس" بزعامة القروي صحة ما نشره الموقع الأمريكي، معتبرا في بيان أنها جزء من محاولات استهداف الحزب في السباق الرئاسي والتشريعي.
فيما طلبت النيابة العامة بالبلاد من الشرطة التحري بشأن صحة هذه الأنباء.