تحوَّل الاجتماع الثلاثي الذي جمع رؤساء مصر واليونان وقبرص في القاهرة، الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى مناسبة للهجوم مجدداً على تركيا، ليس فقط بسبب تنقيبها عن الغاز في شرق المتوسط والذي يزعج الدول الثلاث، بل استغلوا اجتماعهم ليشنوا هجوماً ثلاثياً على أنقرة، لتأهبها لدخول الشمال السوري.
وأعرب الرؤساء الثلاثة عن قلقهم البالغ، لما وصفوه بـ "التصعيد الحالي داخل المناطق البحرية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط"، في إشارة إلى إرسال أنقرة سفن التنقيب عن الغاز إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي العملية التي تعتبرها تركيا قانونية.
كما عبَّروا عن قلقهم إزاء التحركات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا، والتي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول.
رؤساء مصر واليونان وقبرص يرفضون تنقيب تركيا شرق المتوسط
في الإعلان المشترك الصادر، الثلاثاء، عن القمة السابعة لآلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، عبَّر رؤساء الدول والحكومات الثلاثة، عن قلقهم البالغ إزاء التصعيد الحالي داخل المناطق البحرية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
وأدان الرؤساء الإجراءات التركية المستمرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ومياهها الإقليمية، والتي قالوا إنها "تمثل انتهاكاً للقانون الدولي"، وكذلك المحاولات الجديدة لإجراء عمليات تنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة/الجرف القاري لقبرص.
كما عبروا عن انشغالهم بزيادة الوجود العسكري في المنطقة، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار والسلام بالمتوسط. وشددوا على أهمية احترام السيادة والحقوق السيادية لكل دولة في مناطقها البحرية وفقاً للقانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ودعوا إلى الإنهاء الفوري لجميع أنشطة الاستكشاف غير القانونية.
السيسي يرفض "اقتطاع جزء من الأراضي السورية"
وفيما يتعلق بسوريا، أعرب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة عن التزامهم وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها واستقلالها، داعمين المساعي الدولية لتعزيز الحل السياسي للصراع من منظور شامل، على النحو المحدد في قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف.
وفي هذا الصدد، أكدوا مجدداً دعمهم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة جيير بيدرسن، والحاجة إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية، وتفعيل اللجنة الدستورية بشكل فوري. كما أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء الوضع في إدلب بوجود آلاف من الإرهابيين الذين يتلقون المساعدة من أطراف بعينها، فيما يمثل تهديداً مشتركاً لمنطقة المتوسط.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مصر ترفض اقتطاع جزء من الأراضي السورية، وذلك رداً على إعلان تركيا شن عملية عسكرية في شمال سوريا.
وأكد السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس القبرصي، ورئيس الوزراء اليوناني، في القاهرة، اليوم الثلاثاء، أن "هناك حاجة ملحّة للحوار بين جميع الأطراف السورية"، وأدان "فرض أي أمر واقع جديد على الأزمة السورية".
كما أعرب رؤساء الدول والحكومات الثلاثة عن قلقهم العميق من العملية العسكرية التي أعلنت تركيا شنها في الأراضي السورية، وأكدوا ضرورة العمل للحفاظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وأكدوا إدانتهم القوية لأي محاولة لتقويض وحدة الأراضي السورية أو القيام بأي تغييرات ديموغرافية متعمدة في سوريا.
تركيا تعتبر تصريحات "الثلاثي" مجرد ادعاءات
وكانت تركيا قد ردت في أكثر من مناسبة على الادعاءات الثلاثية، ورفضت الخارجية التركية في وقت سابق، ادعاءات وردت في بيان مشترك لوزراء خارجية اليونان ومصر وقبرص الرومية، بعد اجتماع ثلاثي بمدينة نيويورك.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، في بيان، أن المحاولات الأخيرة التي قامت بها اليونان وقبرص الرومية، للتدخل في بلدان الاتحاد الأوروبي وبلدان المنطقة عبر سياسات قومية متطرفة، تتعارض مع القانون الدولي، ولا تخدم السلام والاستقرار، شرق البحر المتوسط.
وقال: "نرفض كلياً الادعاءات التي لا أساس لها ضد بلدنا في البيان المشترك الذي نُشر بعد الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية مصر واليونان وقبرص الرومية في نيويورك".
وأوضح أنه ليس لدول المنطقة أي سلطة أو مسؤولية أو كلمة لتقولها حول قضايا بحر إيجة وقضية قبرص.
وأكد متحدث الخارجية أنه "لا فرصة لنجاح الخطوات التي تحاول تجاهل وعزل تركيا والقبارصة الأتراك، شرق المتوسط، عبر مسوغات سياسية".
واعتبر أن "إرسال اليونان رسائل إلى تركيا تبدي فيها رغبة في التعاون، بالوقت الذي تُصدر فيه ادعاءات لا أساس لها ضد بلدنا، يدل على عدم مصداقيتها".
ودعا البلدان الثلاثة إلى "مواجهة الحقائق السياسية والاقتصادية والجغرافية في المنطقة، واتباع سياسات تعاون تنسجم مع هذه الحقائق، فلا يوجد غير ذلك وسيلة أخرى لضمان استقرار شرق البحر المتوسط وتحقيق تسوية عادلة ودائمة لقضية قبرص".