في أول تعليق له على فشل المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه تابع الاجتماع الثلاثي لوزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا لمناقشة ملف سد النهضة الإثيوبي.
السيسي يعلن فشل مفاوضات سد النهضة
حيث أشار الرئيس المصري في أول تعليق رسمي بخصوص الأزمة إلى أن اجتماع وزراء الري لم ينتج عنه أي تطور إيجابي.
وشدد السيسي على أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل، ومستمرة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفي إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق وسيظل النيل الخالد يجري بقوة رابطاً الجنوب بالشمال برباط التاريخ والجغرافيا
كانت قالت القاهرة، السبت، 5 أكتوبر/تشرين الأول إن مفاوضات سد النهضة، وصلت إلى "طريق مسدود نتيجة تشدد الجانب الإثيوبي"، مطالبة بوسيط دولي.
القاهرة تطالب بوسيط دولي بمفاوضات سد النهضة
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ ش أ)، عن محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، إن "مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الإطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أديس أبابا بشأن تلك الاتهامات، غير أن الأخيرة تنفي مراراً تلك الاتهامات وتؤكد دعمها لحقوق مصر المائية.
وأوضح المتحدث أن "إثيوبيا قدمت خلال جولة المفاوضات التي جرت في الخرطوم، وكذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي تلاها، مقترحاً جديداً يعد بمثابة ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل".
وأضاف "خلا (المقترح الإثيوبي) من ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل".
واتهمت مصر إثيوبيا بالاستمرار في وضع عراقيل أمام المفاوضات
وقد اتهم المسؤول المصري، إثيوبيا بـ"الاستمرار في وضع العراقيل أمام مسارات التفاوض على مدار السنوات الأربع الماضية منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ".
وقال إن بلاده "طالبت بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث".
وعقد وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، اجتماعات استمرت يومين في الخرطوم اختتمت السبت لبحث ملف السد.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، السبت، في تصريحات صحفية إن الاجتماعات الأخيرة "حققت من وجهة نظرنا نجاحات كبيرة في القضايا الفنية، وهناك بعض الاختلافات في الأرقام والحد الأدنى للتصرف المسموح به للمياه، والموسم والشهور التي يتم فيها ملء السد".
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية بياناً مؤخراً عن وزير المياه والري والطاقة، سلشي بقل، أكد خلاله أن بلاده بصدد إعداد اقتراح نقيض لما قدمته مصر حول سد النهضة بما أن القاهرة لم تغير اقتراحاتها القديمة.
وأوضح أن مقترح مصر ينص على "ملء السد خلال 7 سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان (جنوبي مصر) عند 165 متراً فوق سطح الأرض، على أن تقدم إثيوبيا 40 مليار متر مكعب سنوياً من المياه إليها".
وهكذا ردت إثيوبيا على تصريحات الحكومة المصرية
فقد قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سلشي بقل، السبت، إن مفاوضات سد النهضة "لم تصل إلى طريق مسدود".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، لوزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، بسفارة أديس أبابا بالعاصمة الخرطوم، تابعه مراسل الأناضول.
وجاءت تصريحات الوزير الإثيوبي بعد وقت قليل من إعلان القاهرة، أن مفاوضات سد النهضة، "وصلت إلى طريق مسدود نتيجة تشدد الجانب الإثيوبي"، مطالبة بوسيط دولي.
وأوضح الوزير الإثيوبي أن بلاده ترفض الوساطة من أي جهة، وأن التفاوض سيستمر بين البلدان الثلاثة من أجل الوصول إلى اتفاق.
وأضاف، "الخبراء من إثيوبيا ومصر والسودان قدموا بعض المقترحات ما يعني أن المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدود".
وتابع، "الوفد المصري تقدم بمقترح يستحيل تنفيذه، لمطالبته بــ40 مليار متر في السنة، بينما مخزون إثيوبيا حوالي 20 مليار متر، ما يعني أن إثيوبيا تعطي مصر من مخزونها الاستراتيجي".
وزاد، "الوفد المصري رفض مقترح السودان المحدد بــ35 مليار متر".
ومضى بالقول، "مصر تطالب بأشياء مدهشة وموقفها كان مفاجئاً".
كان السيسي قد كشف عن نتائج المفاوضات مع إثيوبيا
وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، سبق أن قال إن المفاوضات حول سد النهضة مع إثيوبيا لم تفض إلى نتائجها المرجوة، محذراً من انعكاسات سلبية جراء "التعثر".
جاء ذلك خلال كلمته الثلاثاء بالدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بثها التليفزيون الحكومي.
وأضاف: "أعربت مصر عن تفهمها لشروع إثيوبيا في بناء سد النهضة رغم عدم إجرائها الدراسات الوافية حول آثار هذا المشروع الضخم بما يراعي عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب".
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب).
بينما تقول إثيوبيا إن السد سيمثل نفعاً لها، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يُضر بدولتي مصب النيل، السودان ومصر.
وتتطلع القاهرة إلى مساعدة أمريكية في هذا الملف
حيث قالت القاهرة، السبت، إنها تتطلع لدور أمريكي "فعّال" في مفاوضات سد النهضة، بعد إعلانها "أنها وصلت لطريق مسدود".
جاء ذلك في بيان للرئاسة المصرية، بعد إعلان وزارة الري في بلادها أن مفاوضات السد "وصلت إلى طريق مسدود نتيجة تشدد الجانب الإثيوبي"، وطلب مصر وسيطاً دولياً.
وقال البيان، إن مصر "ترحب بالتصريح الصادر عن البيت الأبيض، بشأن المفاوضات الجارية حول سد النهضة".
والخميس، ذكر بيان للبيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تدعم "المفاوضات الجارية (الاجتماعات الوزارية الثلاثية بالخرطوم يومي الجمعة والسبت) للتوصل إلى اتفاق تعاوني ومستدام ومتبادل المنفعة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي".
وفي هذا الصدد، قالت الرئاسة المصرية إنها "تتطلع لقيام الولايات المتحدة بدور فعال (في مفاوضات السد)، خاصة على ضوء وصول المفاوضات بين الدول الثلاث إلى طريق مسدود".
وشددت أن "المفاوضات لم تفض إلى تحقيق أي تقدم ملموس، مما يعكس الحاجة إلى دور دولي فعال لتجاوز التعثر الحالي في المفاوضات، وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، والتوصل لاتفاق عادل ومتوازن".
وأكدت "انفتاحها على كل جهد دولي للوساطة من أجل التوصل إلى الاتفاق المطلوب".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أديس أبابا بشأن الاتهامات المصرية، غير أنها تنفي مراراً تلك الاتهامات وتؤكد دعمها لحقوق مصر المائية.