أشاد سلاح الجو الأمريكي بالطائرات المقاتلة من طراز F-35 ووصفها بالطائرات الشبحية غير المرئية لأجهزة الرادار، ولهذا السبب أنفق 100 مليون دولار على كل طائرة من هذا الطراز.
ولكن هناك شركة ألمانية تزعم صناعة رادار تتبع طائرتين من هذا الطراز من مزرعة مهور لمسافة تصل إلى 100 ميل باستخدام جيل جديد من أجهزة الاستشعار والمعالجات، وفق ما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
رادار ألماني يتمكن من تعقب طائرات الشبح الأمريكية
ويستخدم نظام "رادار سلبي" جديداً يحلل كيفية ارتداد الاتصالات المدنية، مثل موجات الراديو والبث التلفزيوني ومحطات الشبكات الهاتفية، عن الأجسام المحمولة جواً.
وتقول الشركة إن ذلك يُبطل التقنية الشبحية للطائرة، المصممة لامتصاص موجات الرادار الأرضية لمنع ارتدادها عن جسم الطائرة.
لا توجد أي انبعاثات عن الرادار الجديد، لذا لا يُدرك الطيارون أنهم دخلوا منطقة خاضعة للمراقبة، بل يعتمد على موجات الاتصالات المدنية.
وبحسب ما ورد، تتبع الرادار طائرتين من طراز F-35 عام 2018 بعد نقلهما جواً إلى ألمانيا من قاعدة لوقا للقوات الجوية في أريزونا من أجل معرض برلين الدولي للطيران.
ولم تحلق الطائرتان قط في السماء خلال فترة المعرض مما يعني عدم إمكانية اختبار الرادار السلبي، الموجود في أحد أركان مهبط الطائرات، عليهما.
ولكن صنّاع الرادار الجديد ظلوا مترقبين، وبمجرد علمهم استعداد الطائرتين F-35 للعودة إلى بلادهم، أعدّوا نظام الرادار الجديد، المسمّى TwInvis، في مزرعة مهور قريبة.
وعقب إقلاع الطائرتين، نشّطت الشركة الرادار، وبدأ تتبع الطائرتين وجمع البيانات باستخدام الإشارات المستلمة من كلتا الطائرتين.
بعد أن خصصت واشنطن ملايين الدولارات لتطويرها
وفّرت التقنية الشبحية لهذه الطائرات المقاتلة القدرة على التملص من دفاعات الرادار، وأنفقت الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات على دراسة وتطوير الطائرات بهذه القدرات.
ولكن يبدو أن الولايات المتحدة ستعود إلى مرحلة التخطيط بعد توارد الأنباء بتتبع طائرتين شبحيتين من طراز F-35 من قبل شركة ألمانية، الأمر الذي كشفت عنه مجلة C4ISRNet أولاً.
هذه التقنية مصممة لملاحظة الانبعاثات الكهرومغناطيسية في الهواء الجوي، والتي تتضمن الإشارات من محطات الإذاعة، والبث التليفزيوني، وأبراج الشبكات الهاتفية، وغيرها.
بإمكان الرادار عندئذ رصد طائرة عن طريق "قراءة كيفية ارتداد تلك الإشارات" عن جسم الطائرة.
وأفادت الأنباء برصد طائرتين تابعتين لسلاح الجو الأمريكي من طراز F-35A أثناء معرض برلين الدولي للطيران في 2018، والحصول على بيانات الطائرتين.
تمكنت التقنية من رصد الطائرتين وتتبعهما لمسافة حوالي 93 ميلاً.
وذكرت مجلة C4ISRNet أيضاً أن الشركة الألمانية كانت تعلم متى وأين تأتي الطائرتان، لذا كانت قادرة على استخدام إشارات نظام المراقبة ADS-B في الطائرتين للمساعدة في التعرّف على الطائرتين.
وهو ما يشكل ضربة لأكبر مصدر للسلاح في العالم
قد يبدو مزعجاً لمن يقودون تلك المقاتلات إلى ساحة المعركة، إلا أن الخصوم الحقيقيين لن يعرفوا متى تأتي تلك المقاتلات، لذا قد لا يكونون قادرين على رصدهم دون تلك المعلومة.
المشكلة الأخرى أن قدرة الرادار على رصد الطائرات تعتمد على إشارات أجهزة البث المدنية، بينما العديد من مناطق الحروب أرض قاحلة بدون أي ظهير مدني في الأفق.
ومع معرفة ذلك، بإمكان الدول التي تعتمد على التقنية الشبحية إسقاط أبراج الشبكات الهاتفية من خلال اختراق إلكتروني أو قصف أبراج البث الإذاعي بالقنابل للحفاظ على تخفّي طائراتهم المقاتلة.
ومع ذلك، يبقى نظام TwInvis هو الوحيد من نوعه الذي تمكن بنجاح من رصد طائرات F-35، ولمسافة 93 ميلاً.
وذكرت مجلة Popular Mechanics: "مع تطوّر الرادار وتحسين أساليب وخطط القائمين عليه، قد يصبح أكثر فاعلية".