ردَّ رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عمَّا ذكرته صحيفة The New York Times عن تحويله مبلغ 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب إفريقيا "جمعتهما علاقة غرامية"، معتبراً أن ما ذكرته الصحيفة يأتي في إطار "حملة ضده".
وجاء ذلك في تغريدة نشرها الحريري على حسابه في موقع تويتر، وقال في إشارة إلى تقرير الصحيفة الأمريكية: "مهما شنّوا من حملات ضدّي، ومهما قالوا أو كتبوا أو فعلوا سأستمر في العمل ولن أتوقف".
وأضاف قائلاً: "صحيح أننا نمرُّ بأوضاع اقتصادية صعبة، ولهذا علينا اتخاذ قرارات جريئة، وهذا أمر غير قابل للنقاش، لأن ما لن نتحمله فعلياً هو انهيار البلد".
وأمس الإثنين، قالت صحيفة The New York Times، إن وثائق قضائية في جنوب إفريقيا حصلت عليها، تكشف أن الحريري، أعطى عارضة أزياء جنوب إفريقية ربطته بها "علاقة رومانسية"، 16 مليون دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ الحريري التقى العارضة فان دي ميروي، في منتجع فاخر بجزيرة سيشيل في المحيط الهادي، وأن الأموال بدأت تصل إلى ميروي في عام 2013 ولم يكن حينها بمنصب رئيس الوزراء، وأضافت أن "تحويل هذه الأموال لا يبدو أنه قد انتهك أي قوانين لبنانية أو جنوب إفريقية".
وأكدت أن المكتب الإعلامي لرئيس وزراء لبنان لم يُجب عن الأسئلة حول العلاقة بين الحريري والعارضة الجنوب إفريقية.
وكشفت الصحيفة أن ميروي كتبت رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الحريري، تقول فيها: "أُحبك يا سعد" مع إشارة تعبيرية إلى الابتسامة.
العارضة اشترت عقارات فاخرة
وفي الرسالة ذاتها، ذكرت ميروي تفاصيل حسابها المصرفي، حتى يتمكن من تحويل الأموال، وأن الأمر كان حتى تتمكن من شراء العقارات، ثم هبطت الأموال إلى حسابها بعد ذلك بوقت قصير.
وقالت The New York Times إن محامياً سابقاً مثّل ميروي في المحكمة رفض التعليق.
وفي إفادة خطية وَرَدَ ذكرها بوثائق المحكمة، قالت فان دير ميروي، إنها أُرسلت في سن 19 عاماً للسفر إلى منتجع خاص في جزر سيشيل يدعى "بلانتيشن كلوب"، وكان يتردد إليه أغنياء العالم، من ضمنهم المليارديرات.
واشترت فان دير ميروي عقارات قيمتها أكثر من 10 ملايين دولار، وضمن ذلك منزل بحي فريسناي الراقي في كيب تاون، مع حوض سباحة خارجي وإطلالة على المحيط.
وقالت إنها أقرضت أيضاً 2.7 مليون دولار لشركة عقارية، كان والدها متورطاً فيها وأجرى معاملات أخرى، تاركاً 537000 دولار في حسابها.
واعتبرت سلطات الضرائب أنَّ المال هدية غير معقولة، واشتُبه في أن يكون لوالدها غاري فان دير ميروي، وهو رجل أعمال خاض معارك قضائية متكررة مع سلطات الضرائب بشأن تعاملاته التجارية.
وفرضت السلطات ضريبة الدخل على المبلغ، وجمدت أصول فان دير ميروي، وعينت أمينة للإشراف عليها حتى تتم تسوية المسألة، ثم تدخَّل الحريري مرة أخرى، وأرسل إليها مبلغاً إضافياً قدره مليون دولار؛ مساعدة في تغطية نفقاتها القانونية والمعيشية، وفقاً لوثائق المحكمة.
وختمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالإشارة إلى أنه في النهاية قطعت العارضة علاقتها مع الحريري.