قالت صحيفة The New York Times، مساء الإثنين 30 سبتمبر/أيلول 2019، إن وثائق قضائية في جنوب إفريقيا حصلت عليها، تكشف أن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أعطى عارضة أزياء جنوب إفريقية ربطته بها "علاقة رومانسية"، 16 مليون دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحريري التقى العارضة فان دي ميروي في منتجع فاخر بجزيرة سيشيل في المحيط الهادي، وأن الأموال بدأت تصل إلى ميروي في عام 2013 ولم يكن حينها بمنصب رئيس الوزراء، وأضافت أن "تحويل هذه الأموال لا يبدو أنه قد انتهك أي قوانين لبنانية أو جنوب إفريقية".
وأكدت أن المكتب الإعلامي لرئيس وزراء لبنان لم يجب عن الأسئلة حول العلاقة بين الحريري والعارضة الجنوب إفريقية.
"الحظ تبسم لها"
وقالت الصحيفة إن التحويلات البنكية إلى ميروي تمت عندما كان رئيساً لحزب "تيار المستقبل"، وكان يبلغ من العمر 43 عاماً عند أول عملية تحويل عام 2013، في حين كانت عارضة الأزياء بعمر العشرين.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن ميروري ظهرت مرات عدة في إعلانات ترويجية لمشروبات الطاقة وملابس سباحة، وكان دخلها السنوي المعلن لا يتجاوز 5400 دولار، ثم في مايو/أيار 2013 ارتفعت أصولها فجأة بفضل تحويل 15 مليون دولار من بنك لبناني.
وكتب قاضٍ من جنوب إفريقيا عام 2015: "حظ السيدة يبتسم فجأة"، وكان من المحتمل أن يظل التحويل سرياً لو لم يثر المبلغ الكبير الشكوك بين السلطات المالية والضريبية في جنوب إفريقيا، التي حققت فيها واعتبرت أنها مداخيل خاضعة للضريبة.
أما ميروي فأصرت على أن المال الذي وصل لها هدية وليس خاضعاً للضريبة، وفقاً لقانون جنوب إفريقيا، وقالت إن الأموال قد أُعطيت لها من دون شروط، وحددت أن المانح هو الحريري.
رسائل إلكترونية
وكشفت الصحيفة أن ميروي كتبت رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الحريري، تقول فيها: "أُحبك يا سعد" مع إشارة تعبيرية إلى الابتسامة.
وفي الرسالة ذاتها، ذكرت ميروي تفاصيل حسابها المصرفي، حتى يتمكن من تحويل الأموال، وأن الأمر كان حتى تتمكن من شراء العقارات، ثم هبطت الأموال إلى حسابها بعد ذلك بوقت قصير.
وقالت The New York Times إن محامياً سابقاً مثّل ميروي في المحكمة رفض التعليق.
وفي إفادة خطية وَرَدَ ذكرها بوثائق المحكمة، قالت فان دير ميروي إنها أُرسلت في سن 19 عاماً للسفر إلى منتجع خاص في جزر سيشيل يدعى "بلانتيشن كلوب"، وكان يتردد إليه أغنياء العالم، من ضمنهم المليارديرات.
وقالت ميروي إنها قضت أربعة أيام في المنتجع، وتواصلت مع أشخاص قابلتْهم، بسبب "نمط حياتها الصحي" وغيرها من الصفات.
وكشفت الصحيفة أن تاجر سيارات اتصل بها لشراء سيارة Audi R8 Spyder جديدة تم دفع ثمنها وتسجيلها باسمها، كما تسلّمت هاتفين خلويين جديدين، أحدهما به خدمة التجوال الدولي، ولاند روفر "إيفوك"، وبلغت قيمة السيارتين أكثر من 250.000 دولار، وهو مبلغ تمت إضافته إلى فاتورتها الضريبية.
وكتب محاموها في عام 2015، أنها كانت هدايا من "رجل الشرق الأوسط الميسور" الذي أرسل إليها المال.
وعندما سأل المحققون الحكوميون عن التحويلات البالغة ما يزيد على 15 مليون دولار، قال مسؤول في البنك إن "المرسل والمستفيد صديقان، وهما حالياً في سيشل".
عقارات فاخرة
واشترت فان دير ميروي عقارات قيمتها أكثر من 10 ملايين دولار، وضمن ذلك منزل بحي فريسناي الراقي في كيب تاون، مع حوض سباحة خارجي وإطلالة على المحيط.
وقالت إنها أقرضت أيضاً 2.7 مليون دولار لشركة عقارية كان والدها متورطاً فيها وأجرى معاملات أخرى، تاركاً 537000 دولار في حسابها.
واعتبرت سلطات الضرائب أن المال هدية غير معقولة، واشتُبه في أن يكون لوالدها غاري فان دير ميروي، وهو رجل أعمال خاض معارك قضائية متكررة مع سلطات الضرائب بشأن تعاملاته التجارية.
وفرضت السلطات ضريبة الدخل على المبلغ، وجمدت أصول فان دير ميروي، وعينت أمينة للإشراف عليها حتى تتم تسوية المسألة، ثم تدخَّل الحريري مرة أخرى، وأرسل إليها مبلغاً إضافياً قدره مليون دولار؛ مساعدة في تغطية نفقاتها القانونية والمعيشية، وفقاً لوثائق المحكمة.
وبحسب الصحيفة، أقر محامو ميروي بأنه من الصعب تصديق أن "هذه الهِبة تم منحها لفتاة صغيرة من شخص كانت لديه علاقة عابرة"، لكنها أصرت على أن المال والسيارات كانت هدايا للاستخدام الشخصي من دون أي شروط.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، رفعت دعوى قضائية على المسؤولين الحكوميين مقابل 65 مليون دولار كتعويض عن الأضرار التي نسبتها إلى ملاحقة السلطات الضريبية لها، وهذه الوثائق جعلت دور الحريري في القضية علنياً في هذا العام.
وقالت فان دير ميروي في الدعوى، إنها اضطرت إلى بيع المنزل، لأن تجميد الأصول منعها من دفع تكاليف الصيانة، كما أن الدعاوى القضائية سببت لها أضراراً مهنية بات من الصعب إصلاحها، وقد قطعت علاقتها بالحريري.