قال والد جوليان أسانج، إن مؤسس موقع ويكيليكس "يتعرض لكل أنواع التعذيب" في سجن بلمارش، وهو ينتظر جلسة الاستماع التي يمكن أن ترسله إلى الولايات المتحدة.
ويوجد أسانج، كاشف الأسرار المُحتجز، إلى جانب بعض أسوأ المجرمين في المملكة المتحدة، ومن الممكن أن يواجه عقوبة السجن القصوى البالغة 175 عاماً بتهم حددتها واشنطن، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019.
وحذَّر والد أسانج، جون شيبتون، من أن ابنه يعاني نفسياً وجسدياً في السجن، وقال شيبتون، الذي من المقرر أن يقبل جائزة من مجموعة من المدافعين عن كاشف الأسرار نيابة عن ابنه، إنه كان أمراً "شاذاً" أن يُحتجز أسانج في أحد أسوأ السجون سمعة في البلاد، بالرغم من دعوات لإطلاق سراحه من الأمم المتحدة.
وأضاف أن الأشخاص الوحيدين الذين ينتهكون القانون هم "حكومة المملكة المتحدة ودائرة الادعاء الملكية".
وأوضح قائلاً: "لقد زرت جوليان آخر مرة في أغسطس/آب، وكان مهزوزاً بعض الشيء، ويعاني من القلق. لقد فقد الكثير من وزنه، إنه أمر محزن للغاية، وزادت قسوة معاملته على مدار العام الماضي، إنه يتعرض لكل أنواع التعذيب".
لجوء طويل في سفارة الإكوادور
واعتُقل أسانج في السفارة الإكوادورية بلندن، في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن طلب اللجوء في مبنى السفارة لمدة سبع سنوات.
ويعد أسانج مطلوباً في 18 تهمة في الولايات المتحدة، بما في ذلك انتهاك قانون التجسس.
وتتعلق العديد من التهم بتأسيس أسانج لموقع "ويكيليكس" والعمل فيها، وهي منظمة نشرت علناً وثائق حساسة وسرية، بما في ذلك أكثر من مليون ملف سرّبتها محللة الاستخبارات في الجيش الأمريكي تشيلسي مانينج.
وأثار انتزاع أسانج من السفارة أيضاً مطالبات متجددة له بالمثول أمام المحكمة في السويد؛ إذ أعادت الحكومة هناك فتح القضية ضد أسانج، بسبب مزاعم بالاغتصاب في عام 2010.
ومع ذلك، رُفضت دعوة السويد لتسليمه من قبل المحاكم في البلاد، مما أدى إلى تأخير أي إجراء محتمل، ودفع وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد للموافقة على طلب الحكومة الأمريكية بتعليق محاكمته.
مخاوف على أسانج
وأثارت منظمات حقوق الإنسان مخاوف بشأن مدة احتجاز أسانج، بما في ذلك الوقت الذي أمضاه في السفارة الإكوادورية، حيث كان عاجزاً عن المغادرة خوفاً من الاعتقال.
وفي مايو/أيار الماضي، قال نيلز ميلزر، المقرر الخاص للأمم المتحدة، المعني بالتعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، إنه يدين سجنه، إضافة إلى "الطبيعة المتعمّدة والمنسقة والمستمرة للإساءات التي يتعرض لها أسانج"، على حد قوله.
وأضاف: "خلال 20 عاماً من العمل مع ضحايا الحرب والعنف والاضطهاد السياسي، لم أشاهد مطلقاً مجموعة من الدول الديمقراطية تتَّحد معاً لتعمُّد عزل شخص واحد، وإساءة معاملته لمدة طويلة، وبأقل قدر من الاهتمام بكرامة الإنسان وسيادة القانون. يجب أن ينتهي الاضطهاد الجماعي لجوليان أسانج هنا، والآن".