قال المرشح لانتخابات الرئاسة في تونس، قيس سعيد، الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2019، إنه غير مرتاح لاستمرار سجن منافسه، نبيل القروي، وذلك قبل نحو ثلاثة أسابيع من جولة الإعادة بينهما، في أول تعليق له على هذا الموضوع المثير للجدل.
وفاز سعيد، أستاذ القانون السابق، والقروي، في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت هذا الشهر، إذ تغلبا على زعماء سياسيين كبار، في نتيجة تمثل إعلاناً واضحاً برفض الناخبين للقوى السياسية الراسخة، التي هيمنت على المشهد السياسي بعد ثورة عام 2011، والتي فشلت في معالجة مصاعب اقتصادية، منها ارتفاع معدل البطالة والتضخم.
والقروي شخصية معروفة لكنها مثيرة للجدل، وألقي القبض عليه قبل أسابيع من الانتخابات بشبهة التهرب الضريبي، وغسل الأموال، في قضية أقامتها منظمة مستقلة للشفافية قبل ثلاث سنوات، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
كما أن القروي مالك تلفزيون (نسمة)، ومؤسس جمعية خيرية، تركز على تخفيف معاناة الفقراء.
وقال سعيد في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي: "أتمناه (القروي) طليقاً. الوضع غير مريح بالنسبة لي، ولكن الكلمة الفصل للقضاء ولا يمكنني التدخل في قرار دائرة الاتهام".
رفض للدعم الخارجي
وسعيد، الذي لم يكن معروفاً قبل الانتخابات، أستاذ سابق للقانون الدستوري ونظم حملة انتخابية بسيطة بتمويل ودعاية لا تكاد تذكر.
وكانت منظمات محلية وأجنبية قالت إن القروي لم يتمتع بفرصة متكافئة في الجولة الأولى، ولم يتمكن من التوجه لناخبيه في مناظرات تلفزيونية، ودعت إلى منحه حق الاتصال بناخبيه.
لكن سعيد رفض القول بأن الفرص غير متكافئة مع منافسه، وقال "أنا على عكس الآخرين ليس لدي قنوات تلفزيونية ولا وسائل إعلام"، في إشارة واضحة لمنافسه القروي الذي يملك قناة تلفزيونية خصصت السنوات الثلاث الماضية للترويج لأنشطته الخيرية.
ويتبنى سعيد، توجهات اجتماعية محافظة بينما يسعى للعودة لمبادئ انتفاضة عام 2011.
وفي المقابلة نفسها، قال سعيد إنه عند ترشحه لم يتصل بأيّ طرف أجنبي، ولم يطلب دعم أي جهة خارجية، مشيراً إلى أنه يرفض أي تدخّل من أي جهة كانت.
وأضاف سعيّد في السياق ذاته، إن "من يتحدثون عن وجود دعم خارجي أقول هذه مجرّد أوهام، لم أتصل بأحد وأرفض أصلاً أن يكون هناك تدخل من أي جهة كانت".
وتابع قائلاً: "لا علم لي إلا بالشباب الذي دعمني، لم أتصل بأي جهة من الخارج، وجواز سفري منته منذ عام 2014".
"لحظة تاريخية"
وتعليقاً على صعوده في المركز الأوّل للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، قال سعيّد إن "الشباب التونسي صنع التاريخ، والبعض يريدون تقزيم الشباب التونسي، نحن نعيش لحظة تاريخية مختلفة، ونوعاً جديداً من الثورة لكن ثورة في نطاق الشرعية الدستورية، ثورة جديدة استنبطها الشباب".
وأردف "طرحت مشروعاً مختلفاً عن المشاريع السائدة المألوفة ولم أذهب لبيع الأوهام أو الأحلام الزائفة".
وتعهّد المترشح قيس سعيّد أنه "في حال الفوز بالرئاسة أعد الشعب التونسي أن أبذل كل جهدي أن أكون في مستوى الانتظارات وأن أُعبّد الطريق ليرفعوا راية تونس للأعلى".
وأضاف: "سأكون جامعاً لكل التونسيين دون إقصاء، ولن يكون هناك مجال لضرب الدولة، وسأبذل كل جهدي في سبيل أن تصل إرادة الشعب إلى مستوى القرار".
وفي سياق متّصل، شدّد سعيّد على أن "الحقوق والحريات الواردة في الدستور لا مجال للتراجع عنها، والمساس بها إطلاقاً على غرار حقوق الطفل والمرأة على عكس ما يروج لذلك البعض".
ولم تحدد هيئة الانتخابات بعد تاريخ إجراء الجولة الثانية من الانتخابات، لاختيار خليفة للرئيس الباجي قايد السبسي، الذي توفي في 25 يوليو/تموز الماضي، عن 92 عاماً.