قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2019، إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد استخدمت غاز الكلور كسلاح كيماوي بهجوم في مايو/أيار، في إطار الحملة على إدلب.
وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي: "نظام الأسد مسؤول عن فظائع مروعة، بعضها يصل إلى درجة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية… اليوم أعلن أن الولايات المتحدة خلصت إلى أن نظام الأسد استخدم غاز الكلور كسلاح كيماوي في 19 مايو/أيار".
أدلة على تورط نظام الأسد في قصف المدنيين بالكيماوي
وقالت الولايات المتحدة في مايو/أيار 2019، إنها تلقت عدداً من التقارير، تبدو متسقة مع التعرض لغاز كيماوي بعد هجوم نفذته قوات الحكومة السورية في شمال غربي سوريا، لكنها لم تصل إلى استنتاج قاطع بأن الحكومة استخدمت أسلحة كيماوية.
وقصفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوريا مرتين، للاشتباه في أن الحكومة استخدمت أسلحة كيماوية في أبريل/نيسان 2017 وأبريل/نيسان 2018.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات جوية في أبريل/نيسان 2018، على ما وصفته بثلاثة أهداف كيماوية سورية؛ رداً على ما يشتبه في أنه هجوم بالغاز أسفر عن مقتل عشرات بإحدى ضواحي دمشق في ذلك الشهر.
وشن الأسد هجوماً في نهاية أبريل/نيسان من هذا العام على إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، قائلاً إن مقاتلي المعارضة خرقوا هدنة.
وقال بومبيو: "هذا مختلف بعض الشيء، لأنه كان غاز الكلور. اعلموا أن الرئيس ترامب لا يدخر جهداً في حماية العالم من استخدام الأسلحة الكيماوية".
ورفض تحديد كيفية ردّ الولايات المتحدة على ذلك. وقال إن واشنطن فرضت عقوبات على كيانين روسيين، لتزويد الحكومة السورية بالوقود. وتدعم روسيا الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من ثمانية أعوام.
نظام الأسد تعوَّد قصف المدنيين بأسلحة محرمة
واستخدام الكلور كسلاح كيماوي محظور بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية التي أُبرمت عام 1997. ويتحول غاز الكلور عند استنشاقه إلى حامض الهيدروكلوريك في الرئتين، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة، بسبب السوائل المتراكمة في الرئتين نتيجة لذلك.
وتهدف أحدث مهام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى تحديد ما إذا كانت أسلحة كيماوية استُخدمت في انتهاك لتلك المعاهدة التي وقَّعت سوريا عليها عام 2013، بعد مقتل المئات في هجوم كبير بغاز السارين في الغوطة.
وشكلت الأمم المتحدة ما يُعرف باسم "آلية التحقيق المشتركة" بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات بأسلحة كيماوية، وخلصت هذه الآلية في عام 2016 إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور كسلاح كيماوي ثلاث مرات.
وخلصت كذلك إلى أن قوات الحكومة السورية كانت وراء هجوم بغاز الأعصاب (السارين) على بلدة خان شيخون، قُتل فيه أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.
وأطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ كروز على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في أبريل/نيسان 2018، قائلة إن قوات الحكومة السورية استخدمتها في الهجوم على خان شيخون.
وتنفي سوريا وحليفتها الوثيقة روسيا، التي تقدم الدعم العسكري للقوات الحكومية، استخدام أسلحة كيماوية، وتتهم مقاتلي المعارضة بذلك.