غادرت مينغ وانزو، المديرة المالية لشركة هواوي وابنة مؤسسها، منزلَها لحضور جلسة استماع في قضية ترحيلها للولايات المتحدة، مُرتدية حذاءً بقيمة 675 دولاراً من العلامة التجارية جيمي تشو، وجهاز تتبع مثبتاً برسغ قدمها.
وحضرت مينغ (47 عاماً) إلى المحاكمة المقامة في كندا للتصدي لتسليمها إلى الولايات المتحدة، حيث تواجه اتهامات بالتحاليل المصرفي، وتُتهم مينغ أيضاً بتضليل بنك HSBC بشأن عمل هواوي في إيران، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية، الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2019.
توتر بين أمريكا والصين
وفي طريقها من منزلها إلى السيارة التي ستُقلها إلى مقرّ المحاكمة، رفعت مينغ رأسها عالياً، وابتسمت قبل أن تستقل سيارة دفع رباعي متجهة إلى المحكمة في مدينة فانكوفر.
وكانت المديرة المالية أنكرت ارتكاب أي مخالفات في القضية التي زادت التوترات في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وكندا.
وقد لاحظ الصحفيون الموجودون في المكان أن مينغ كان بإمكانها تقريب سيارتها من باب منزلها، بحيث تتجنَّب أضواء وسائل الإعلام التي سُلطت عليها فيما كانت في طريقها إلى المحكمة، لكنها بدلاً من ذلك، سارت أمام الكاميرات مباشرةً على نحوٍ استعراضي يخلو من التردد مثل عارضات الأزياء.
واستمرّ هذا العرض حينما وصلت إلى المحكمة مرتدية معطفاً باللون البرتقالي المحروق، وحقيبة يد باللون البُني الفاتح على كتفها.
ودخلت إلى قاعة المحكمة مع محاميها من أجل الضغط للحصول على المزيد من التفاصيل، حول واقعة إلقاء القبض عليها في مطار فانكوفر قبل 10 أشهر تقريباً.
وقد أصرّت مينغ، المحتجزة بناءً على طلب الولايات المتحدة، منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، على براءتها منذ بداية هذه المحنة.
احتجاز مينغ في المطار
وفي جلسة الاستماع أمام القاضية هيذر هولمز من المحكمة العليا بمقاطعة كولومبيا البريطانية، طالب فريق دفاع مينغ بالإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن ملابسات احتجازها في المطار، ومن بينها الاتصالات بين السلطات الأمريكية والكندية.
وقال محامو مينغ إنها احتُجزت بطريقة غير قانونية، وفُتشت وحُقق معها على مدى ثلاث ساعات بعد هبوط رحلتها العائدة من هونغ كونغ، بحسب الصحيفة البريطانية.
وادَّعى محامو الدفاع أن المسؤولين الكنديين اعتقلوها، وجمعوا أدلة للسلطات الأمريكية تحت ذريعة فحص وضع الهجرة، مضيفين أن إجراءات تسليم مينغ يجب أن تتوقف في حالة أساء المسؤولون استخدام هذا الإجراء.
وإلى جانب اتهامات سوء التصرف المتعلقة باحتجازها، ادَّعى الفريق أن أمريكا تستخدم مينغ لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، مشيرين إلى أنه بعد اعتقالها، قال الرئيس دونالد ترامب إنه قد يتدخل إذا كان ذلك سيساعد على إنهاء الصفقة التجارية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل الكندية إن مينغ تلقت بالفعل "إفصاحاً شاملاً، يفوق المطلوب" .
من جهتها، قال الشرطة الكندية وضباط الحدود، رداً على الدعوى المدنية التي رفعتها مينغ بداية هذا العام، إنهم تصرفوا "وفقاً للقانون وبنيّة حسنة" .
أما غاري بوتينغ، المحامي بمدينة فانكوفر، الذي شاهد مقطعاً مصوراً لواقعة احتجاز مينغ في المطار، فقد قال إن ضباط الهجرة ظهروا كما لو كانوا من "شرطة كيستون"، وهي فرقة من الشرطة من مسلسل "Keystone Cops"، معروفة بعدم الكفاءة والاندفاع المسبب للمشكلات.
وقال بوتينغ، الذي أطلع فريق دفاع مينغ على القانون الكندي لتسليم المجرمين بعد احتجازها؛ لكن لم تعد له علاقة بالقضية الآن: "هناك أسئلة حقيقة حول ما إذا كانت حقوقها قد انتُهكت" .
10 أيام في السجن
وقد أمضت مينغ، ابنة مؤسس شركة هواوي رن تشنغ، عشرة أيام في السجن خلال شهر ديسمبر/كانون الأول؛ لكن أُطلق سراحها بعد ذلك بكفالة قيمتها 7.5 مليون دولار، وتعيش في أحد منزليها بمدينة فانكوفر بكندا، اللذين تبلغ قيمة كل منهما عدة ملايين من الدولارات.
وتحتم على مينغ ارتداء أسورة تتبع إلكترونية حول رسغ قدمها، وتَحمُّل تكاليف حراستها الشخصية.
وتتهم الولايات المتحدة هواوي، أكبر الشركات المصنعة لمعدات الاتصالات، بمزاولة أنشطة مضرة بالأمن القومي ومصالح سياستها الخارجية.
وفي سعي الدولتين الأكبر في العالم من حيث الاقتصاد للتفاوض على طريقة للخروج من حربهما التجارية، التي امتدت لأربعة عشر شهراً حتى الآن، استأنف مسؤولون أمريكيون وصينيون محادثاتهما التجارية في الأسبوع الماضي.