خصَّص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جزءاً من كلمته أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، للحديث عن مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، ووفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي خلال المحكمة.
وقال أردوغان أمام وفود دول العالم، وبينها السعودية، إن بلاده ستظل تتابع قضية جريمة قتل الصحفي خاشقجي، الذي مات في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول بتركيا، وتم تقطيع جثته.
وركَّزت عدسات الكاميرات داخل قاعة الجمعية العامة على الوفد السعودي، بينما كان أردوغان يتحدث عن قتل خاشقجي، الذي وصف طريقة موته بـ "المؤلمة"، وأبدت سفيرة السعودية في أمريكا، الأميرة ريما بنت بندر، إشارة تعجب على وجهها عندما كان أردوغان يقول إن بلاده ستتابع القضية عن كسب.
وتطرَّق أردوغان في كلمته أمام زعماء العالم إلى وفاة الرئيس المصري السابق مرسي، وقال في حضور ممثل عن مصر داخل قاعة الجمعية العامة: "وفاة الرئيس المصري المنتخب (مرسي) وهو ينازع في قاعة المحكمة، وعدم السماح لأسرته بدفنه جرح نازف بداخلنا" .
ويبدو أنه عندما بدأ أردوغان في إلقاء كلمته خرج الوفد المصري من القاعة، حيث أظهرت الكاميرا رجلاً واحداً فقط جالساً في المكان المخصص لمندوبي مصر، وبينما كان أردوغان يتحدث عن وفاة مرسي ظهر الرجل تتلفت عيناه، قبل أن يرسم ابتسامة خفيفة على وجهه.
وقال أردوغان في حديثه عن خاشقجي ومرسي إنه "رغم امتعاض البعض، سنواصل البحث عن الحقائق في قضية مقتل الصحفي السعودي ووفاة مرسي" .
وقُتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزَّت الرأي العام الدولي، وأثارت استنكاراً واسعاً لم ينضب حتى اليوم.
وفي يوليو/تموز الماضي، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريراً أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، من 101 صفحة، وحمّلت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمداً، مؤكدة وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.
وفي 17 يونيو/حزيران الماضي، أعلن التلفزيون الرسمي المصري عن وفاة مرسي، في محكمة كانت تنظر قضية تخابرٍ اتُّهم فيها.
القضية الفلسطينية
من جانب آخر، دعا أردوغان الأمم المتحدة إلى دعم الشعب الفلسطيني بما هو أكثر من الوعود، وقال إن "الأمم المتحدة ومجلس الأمن لا يُطبقان القرارات المتعلقة بإسرائيل، إذاً ما الفائدة من الأمم المتحدة إذا لم نكن مؤثرين عبر قراراتنا التي نتخذها، فأين ستتجلى العدالة؟" .
وأكد أردوغان أن الحل يكمن في تأسيس دولة فلسطينية بأسرع وقت ممكن، تكون مستقلة وأراضيها متجانسة، على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتساءل عن "صفقة القرن" قائلاً: "هل الغاية من المبادرة المطروحة على أنها صفقة القرن، القضاء على دولة فلسطين ووجود شعبها بصورة تامة؟
و "صفقة القرن" خطة سلام أمريكية مرتقبة للشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس، وحق عودة اللاجئين، وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، جرى الكشف عن الشقِّ الاقتصادي من الخطة، خلال مؤتمر عقده مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، بالعاصمة البحرينية المنامة.
ويهدف هذا الجانب لضخِّ استثمارات على شكل منح وقروض مدعومة في فلسطين والأردن ومصر ولبنان، بقيمة إجمالية تقدر بـ50 مليار دولار.