قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2019، إن "هناك خيارين فقط: حكومة برئاستي، أو حكومة خطيرة تعتمد على الأحزاب العربية". تعقيب نتنياهو جاء تعليقاً على نتائج العينات التلفزيونية للانتخابات الإسرائيلية التي جرت الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول.
وقال نتنياهو، خلال اجتماع لحزب "الليكود" الذي يترأسه، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت": "بعد أن أنشأنا الكتلة اليمينية، هناك خياران فقط: إما حكومة برئاستي وإما حكومة خطيرة تعتمد على الأحزاب العربية".
نتنياهو لا يريد حكومة بأحزاب تعادي الصهيونية
وأضاف: "في هذا الوقت، وأكثر من أي وقت مضى، خاصة في خضم مواجهة التحديات الأمنية والسياسية الهائلة القائمة، لا يجب إنشاء حكومة تعتمد على الأحزاب المعادية للصهيونية".
وتقدَّم حزب "أزرق أبيض" الوسطي، برئاسة بيني غانتس، على حزب "الليكود" اليميني برئاسة نتنياهو، بحسب نتائج عينات انتخابية لقناتين تلفزيونيتين إسرائيليتين، وتعادلا بحسب عينة قناة ثالثة.
ولكن، بحسب العينات، لن تستطع كتلتا اليمين أو الوسط، الحصول على 61 مقعداً (من أصل 120) المطلوبة لتشكيل الحكومة، لذا فإنهما بحاجة للتحالف مع أحزاب أخرى.
ورغم انتماء حزب أفيغدور ليبرمان إلى كتلة اليمين، فإنه يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو إلا بعد تلبية شروطه الخاصة بتجنيد طلاب المدارس الدينية، وهو ما ترفضه بعض الأحزاب اليمينية.
خاصة بعد تقدم القائمة العربية في الانتخابات
تعليقات نتنياهو جاءت بعد القفزة النوعية التي حقَّقتها القائمة العربية المشتركة، إذ نالت 15 مقعداً.
وستساعد هذه الكتلة حزب أزرق-أبيض في تحصيل المقاعد الـ55 التي قد تمكّنه من تشكيل الحكومة، إن حظي بدعم حزب ليبرمان.
وفي الأغلب سترجح القائمة العربية فرصة أزرق-أبيض لتشكيل الحكومة القادمة، ليس بالضرورة حباً في سواد عيون الجنرالات، ولكن بالضرورة رغبة في إسقاط معسكر اليمين عن قيادة إسرائيل.
وليس من المتوقع أن يكون هناك وزير عربي في الحكومة الإسرائيلية القادمة، سواء من معسكر اليمين بزعامة الليكود أو أزرق-أبيض بقيادة الجنرالات، لكن القائمة العربية قد تمنح هؤلاء شبكة أمان برلمانية، تجعلهم يتخطون أي تصويت لحجب الثقة عن حكومتهم في الكنيست.
وصعوبة تشكيل حكومة انفرادية
لكن في ظل هذه النتائج شبه النهائية، وصعوبة انضمام "إسرائيل بيتنا" إلى حكومة يقودها الوسط وتحظى بدعم عربي، وصعوبة انضمامه في الوقت ذاته إلى حكومة بقيادة نتنياهو، فإن تشكيل حكومة انفرادية يبدو صعباً، وقد يصل إلى حد المستحيل.
ولذا يُطرح سيناريو تشكيل حكومة وحدة بين الحزبين الكبيرين (الليكود، وأزرق-أبيض).
كما أن "الليكود لا يمكن أن يشكل الحكومة في ظل هذه التركيبة؛ نظراً إلى صعوبة اجتماع المتدينين مع ليبرمان. يبقى الاحتمال الأكبر، إن ثبتت هذه النتائج: حكومة وحدة وطنية يسهم في إرسائها ليبرمان، وإلا فسنكون أمام خيار انتخابات للمرة الثالثة" .
حكومة الوحدة الوطنية ستبقى الخيار الأخير الذي يلجأ إليه الحزبان الكبيران، لأنه خيار يحرمهما من التمتع بالحصول على الامتيازات الحكومية كافة، ويضطرهما إلى التنازل عن بعض سياساتهما لتمرير هذه الحكومة، فضلاً عن المفاوضات التي سيدخلانها لبحث مسألة التناوب على رئاسة الحكومة، من سيكون أولاً في العامين الأوَّلين: نتنياهو أم غانتس.