قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019، إنه "لم يعد السعوديين بحمايتهم، ولكننا سنساعدهم". وأضاف: "يبدو أن إيران تقف وراء الهجوم على المنشأتين النفطيتين في السعودية"، لكنّه أضاف أنه "يود بالتأكيد تجنّب" اندلاع حرب مع طهران.
وصرّح ترامب للصحفيين، لدى استقباله ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، بأنه "يبدو" أن الجمهورية الإسلامية هي من استهدفت المنشأتين النفطيتين في السعودية، لكنّه أضاف أن واشنطن تريد أن تعرف "بشكل مؤكد" من المسؤول عن الهجوم، مؤكداً "تصميمه على مساعدة الرياض".
وأضاف أن "السعودية سيكون لها الدور الأكبر في تحديد القرار، وهذا سيتضمن دفع المال، وهم يدركون ذلك بصورة تامة".
أمريكا "لم تعد في حاجة لنفط الشرق الأوسط"
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أصبحت منتجاً كبيراً للنفط ولم تعد في حاجة للنفط من الشرق الأوسط، وسط موجة من التغريدات على تويتر صباح الإثنين بشأن الهجمات التي وقعت مطلع الأسبوع على منشأتي نفط في السعودية.
وتشير بيانات الحكومة الأمريكية إلى رواية مختلفة: فالطفرة الأمريكية في عمليات الحفر المدفوعة بالتكنولوجيا التي بدأت منذ أكثر من عشر سنوات جعلت الولايات المتحدة منتجاً كبيراً، لكن الواردات من النفط الخام ومنتجات البترول القادمة من منطقة الخليج العام الماضي ما زالت تتدفق بوفرة.
وترسل السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، حوالي سبعة ملايين برميل من النفط الخام يومياً حول العالم. وتنتج الولايات المتحدة حوالي 12 مليون برميل يومياً، لكنها تستهلك 20 مليون برميل في اليوم، مما يعني أنه يتعين عليها استيراد الباقي.
ويتم سد قدر كبير من العجز الأمريكي من كندا، لكن البعض لا يزال يأتي من السعودية والعراق ودول الخليج الأخرى، لأن معظم معامل التكرير الأمريكية تفضل نفطها. ومعامل التكرير الأخرى، خصوصاً المعامل في كاليفورنيا، معزولة عن حقول النفط الأمريكية الكبيرة ويتعين عليها أيضاً الاعتماد على الاستيراد.
ووفقاَ لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن عدم التناسب بين ما تحتاجه معامل التكرير الأمريكية وما تنتجه الولايات المتحدة يعني أن الولايات المتحدة استوردت في عام 2018 ما متوسطه 48 مليون برميل شهرياً من النفط الخام ومنتجات البترول من منطقة الخليج.
وتفيد البيانات بأن ذلك انخفض لحوالي الثلث قبل عشر سنوات، لكنه مماثل تقريباً لمستوى الواردات في عامي 1995 و1996.
ووصف فيليب كورنيل، وهو باحث كبير في مجلس الأطلسي، وكان يقدم المشورة لشركة أرامكو السعودية، تغريدة ترامب بأنها "كلام فارغ".
وقالت سارة إيمرسون، وهي رئيسة شركة للطاقة، إنه إذا استمر تعطل إنتاج السعودية لفترة طويلة، فإن ذلك قد يتيح فرصة لمنتجي النفط الخام الأمريكيين لتوسيع أسواقهم الخارجية.
ويتهم إيران بالوقوف وراء هجمات أرامكو
وقال الرئيس الأمريكي إنه يبدو أن إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتي النفط بالسعودية، لكنه ليس في عجلة من أمره للرد، ولا يزال يحاول معرفة من المسؤول عن الهجوم.
وألقى عدة مسؤولين في الحكومة الأمريكية، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الطاقة ريك بيري، المسؤولية على طهران في الهجوم الذي قلص إنتاج النفط الخام العالمي بواقع 5٪.
ونفت إيران هذا الاتهام، وقال الرئيس الإيراني إن الهجوم نفذه "الشعب اليمني" رداً على هجمات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن خلال الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام.
وذكر ترامب أن الولايات المتحدة لديها الكثير من الخيارات للرد على الهجوم، لكنه رفض تحديد أي الخيارات يدرسها. وأضاف أنه رغم أن الولايات المتحدة بوسعها المساعدة، فإنه لم يَعِد السعودية بالحماية.
وألحق الهجوم أضراراً بأكبر معمل تكرير للنفط في العالم، وأدى إلى أكبر ارتفاع في أسعار النفط منذ نحو 30 عاماً.