قالت منظمة "أنا يقظ" التونسية (غير حكومية)، السبت 14 سبتمبر/أيلول 2019، إنها رصدت آلاف المخالفات في الحملات الانتخابية لكل المرشحين للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها الأحد 15 سبتمبر/أيلول.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس، عقدته العضوة بمنظمة "أنا يقظ" فدوى العوني، منسقة "مشروع ملاحظة الحملات الانتخابية لعام 2019".
و "أنا يقظ" منظمة رقابية تونسية تهدف إلى مكافحة الفساد المالي والإداري وتدعيم الشفافية، وهي نقطة الاتصال الرسمية لمنظمة الشفافية الدولية بتونس منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
260 مخالفة من النوع "الخطير"
وقالت فدوى في المؤتمر الذي خُصص لتقديم حصيلة عملية مراقبة الحملات، إن "المنظمة تلقت ألفاً و554 استمارة ملاحظة، رصدنا من بينها أكثر من 260 مخالفة من النوع الخطير".
وأضافت أن أبرز المخالفات تمثلت في العنف الانتخابي، وشراء الأصوات، والإشهار السياسي، وجمع بطاقات الهوية وأرقام هواتف الناخبين، والدعاية في المؤسسات العمومية، واستعمال خطاب عنف وكراهية، واستغلال الخطاب الديني.
وأوضحت أن "مراقبي المنظمة لاحظوا ظاهرة استغلال الأطفال في كل الدوائر الانتخابية ولدى جلّ المترشحين للرئاسيات".
وكان التونسيون في الخارج قد بدأوا منذ أمس الجمعة الإدلاء بأصواتهم، وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إنه تم توفير 302 مركز اقتراع في 44 دولة أجنبية، ستستقبل 386 ألفاً و53 ناخباً، من أصل 7 ملايين و74 ألفاً و566 ناخباً.
وتعد فرنسا أهم ثقل انتخابي في الخارج، حيث تتمركز فيها جالية كبيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
وخروقات رغم دخول "يوم الصمت الانتخابي"
دخلت تونس، اليوم السبت 14 سبتمبر/أيلول 2019، مرحلة الصمت الانتخابي، وذلك قبل يوم واحد من بدء التونسيين الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، في انتخابات مبكرة جاءت بعد وفاة الرئيس السابق الباجي قايد السبسي.
ومنذ انطلاق الصمت الانتخابي في الساعة الأولى من صباح السبت، سجّلت المنظمة مخالفات عديدة تتعلق بخرق الصمت الانتخابي، رغم أن أغلب اللافتات الإشهارية (الدعائية) الكبرى للمرشحين تمت إزالتها قبل منتصف الليل.
وفي هذا السياق، قالت فدوى: "نرصد منذ انطلاق الصمت الانتخابي حملات ما زالت متواصلة وتدوينات مدعّمة (مموّلة) على مواقع التواصل الاجتماعي وهي خرق واضح للصمت الانتخابي على الفضاء الافتراضي".
وامتدت الحملات الانتخابية الرئاسية في تونس من 2 إلى 13 سبتمبر/أيلول الجاري، ويتوجه، الأحد، التونسيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد.
ولم يتسنَّ للأناضول الحصول على تعقيب فوري من اللجنة العليا للانتخابات في تونس، على تصريحات "أنا يقظ".
استعداداً لثاني انتخابات ديمقراطية في البلاد
وتعد هذه الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في تونس، منذ استقلال البلاد عن فرنسا (1956)، مروراً بعهدَي الرئيسين الأسبق الحبيب بورقيبة (حكم من 1957ـ1987)، والمخلوع زين العابدين بن علي (1987ـ2011)، وصولاً إلى فترة ما بعد الثورة (2011ـ2019).
كما أن رئاسيات 2019 هي ثاني انتخابات رئاسية حرة وشفافة إبان الثورة التونسية.
وكان مخططاً إجراؤها في 17 و24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن بعد وفاة السبسي، في 25 يوليو/تموز الماضي، قُدم موعدها إلى 15 سبتمبر/أيلول، من أجل ضمان تولّي رئيس جديد منصبه في غضون 90 يوماً، وفقاً للدستور.
ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت 7 ملايين و155 ألفاً، مسجلين في كشوف هيئة الانتخابات، وستتم عملية الاقتراع في 13 ألف مكتب، موزعة على 4567 مركز تصويت، في 33 دائرة انتخابية داخل تونس وخارجها.