ردَّت إندونيسيا على المزاعم التي تدّعي بأنها المسؤول الوحيد عن الحرائق التي تسببت في ضباب كثيف على أجزاء من ماليزيا هذا الأسبوع، وأدّت إلى إغلاق مئات المدارس.
وقالت وزيرة البيئة الإندونيسية سيتي نوربايا بكار، في بيان يوم الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول، رداً على ماليزيا: "تحاول الحكومة الإندونيسية بأفضل ما في وسعها حل هذه المشكلة بطريقة منهجية. لم يأتِ كل هذا الضباب الدخاني من إندونيسيا"، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
واتهمت سيتي نوربايا ماليزيا بعدم الشفافية، وقالت إن الضباب الذي يخيم على ماليزيا قد يكون من ساراواك، أو شبه جزيرة ماليزيا أو بورنيو الإندونيسية، مضيفة: "يجب أن توضّح الحكومة الماليزية هذا الأمر بموضوعية".
كتبت وزيرة ماليزيا لشؤون البيئة والتغير المناخي يو بي ين، يوم الأربعاء، على فيسبوك: "لندع البيانات توضح حقيقة الأمر. ينبغي ألا تلجأ الوزيرة سيتي نوربايا إلى الإنكار".
وأرفقت الوزيرة يو في منشورها بيانات مركز رابطة دول جنوب شرق آسيا المتخصص في الأرصاد الجوية، وأظهرت أن العدد الإجمالي للنقاط الساخنة في كليمنتان 474 نقطة، و387 نقطة في سومطرة. وبالمقارنة، تشير البيانات إلى 7 نقاط فقط في ماليزيا.
وقالت الوكالة الوطنية الإندونيسية لإدارة الكوارث إنها رصدت أكثر من 3,600 حريق على جزر سومطرة وبورنيو بواسطة الأقمار الصناعية المخصصة للطقس، مما أدى إلى الإضرار بالهواء إلى حدٍّ كبير في ست محافظات يصل مجموع سكانها إلى أكثر من 23 مليون نسمة.
والجمعة، 6 سبتمبر/أيلول، أرسلت ماليزيا مذكرة دبلوماسية تحث فيها إندونيسيا على اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة الحرائق. وأغلقت ماليزيا أكثر من 400 مدرسة في ولاية ساراواك الشرقية وأرسلت نصف مليون قناع وجه إلى المنطقة.
وزعمت إندونيسيا إن مصدر الضباب الدخاني الذي يؤثر على ماليزيا ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا يأتي أيضاً من الحرائق المشتعلة في مختلف المناطق، بما في ذلك شبه جزيرة ماليزيا وفيتنام.
وتتسبب الجزيئات الدقيقة الموجودة في الضباب والأدخنة في مشكلات صحية خطيرة، مثل السكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية وعدوى الجهاز التنفسي.
وقال علماء إن التعرض لأدخنة حرائق الغابات قد يؤدي إلى 36,000 حالة وفاة مبكرة سنوياً في مختلف مناطق إندونيسيا، وسنغافورة، وماليزيا على مدار العقود القليلة التالية، إذا استمر هذا النهج.
وحاول السفير الماليزي في إندونيسيا، زين العابدين بكار، التخفيف من حدة الانتقادات الأخيرة، وقال للمراسلين الصحفيين ليلة الأربعاء، 11 سبتمبر/أيلول، إن ماليزيا غير مهتمة بتوجيه الاتهامات وتبادل إلقاء اللوم، ولكنها تقدم يد المساعدة من أجل السيطرة على تلك الحرائق.