قالت شبكة CBC News الكندية، إن السلطات الكندية تحاول معرفة ما إذا كان المشتبه به فيما يتعلق بوفاة الشابة الفلسطينية "إسراء غريب" قد دخل البلاد أم لا.
وكان المشتبه به، الذي يُدعى إيهاب غريب، وفقاً للعديد من التقارير الإخبارية التي نُشِرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أحد الجناة في جريمة القتل الوحشية التي تعرَّضت لها أخته إسراء غريب، التي أثارت احتجاجاتٍ غاضبة في الضفة الغربية.
وتذكر العديد من هذه التقارير الإخبارية أنَّ إيهاب غريب مواطنٌ كندي، مشيرةً إلى أنَّه عاد إلى كندا بعد الجريمة.
لكنَّ السلطات الكندية لم تعثر حتى الآن على أدلةٍ تفيد بأنَّ غريب دخل كندا من قبل، كي تبدأ بها عملية البحث.
وقال لؤي زريقات، المتحدث باسم شرطة السلطة الفلسطينية، لشبكة CBC News الكندية إنَّ إيهاب غريب ليس له صلات كندية، بل لديه صلاتٌ يونانية.
يُذكَر أنَّ إسراء غريب ماتت في 22 أغسطس/آب الماضي، بعد تعرُّضها لسلسلةٍ من الهجمات على يد أفراد أسرتها، الذين ذُكِر أنَّهم كانوا غاضبين من مقطع فيديو نشرته على إنستغرام، يعرض لقائها مع خطيبها قبل الزواج.
وأخيراً اعتقلت السلطات الفلسطينية، التي كانت بطيئةً في المشاركة في القضية في البداية، بعض أفراد أسرة غريب واستجوبتهم، وقالت إن سبب وفاة إسراء هو تعرضها للضرب المبرح من قبل أهلها.
ليس من الواضح ما إذا كان السلطات قد احتجزت غريب، الذي ذكرت عدة تقارير أنَّه عاد إلى قريته بيت ساحور في الضفة الغربية المحتلة لمهاجمة أخته.
الخارجية الكندية تتابع القضية
وقال جيوم بيروب المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الكندية لشبكة CBC News، إنَّ الوزراة "تتابع هذه القضية" .
وأضاف: "العنف أمرٌ بغيض، وحكومتنا تبذل جهداً محلياً ودولياً لإنهائه إلى الأبد" .
فيما قال مسؤولٌ كندي فيدرالي آخر، رفض الكشف عن هويته، لشبكة CBC News، إنَّ وزارة الشؤون الخارجية طلبت من مكاتبها في رام الله وتل أبيب التحقيق في القضية، ومعرفة مكان وجود إيهاب غريب.
هذا، وتُجري هيئة الهجرة واللاجئين والجنسية في كندا فحصاً على جوازات السفر، لمعرفة ما إذا كان غريب قد دخل البلاد مؤخراً. وذكرت الهيئة أنَّها لم تصل إلى أي شيءٍ حتى الآن.
ومع ذلك، تواصل بعض الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية في الشرق الأوسط تأكيد أنَّ إيهاب لديه صلاتٌ كندية.
حملة ضغط عبر شبكات التواصل الاجتماعي
منذ أكثر من أسبوع، تعجّ شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بدعوات موجَّهة إلى كندا، تطالبها باعتقال إيهاب غريب، أو تقديم معلوماتٍ عن مكان وجوده.
وقد حثَّت بعضُ الرسائل أولئك الذين قد يعرفون مكان وجود إيهاب غريب في كندا حالياً على الاتصال بخطوط هيئة الهجرة واللاجئين الكندية، المخصَّصة للإبلاغ عن الجرائم. فيما أرسِلت رسائل أخرى إلى حساب الهيئة على تويتر مباشرةً.
ودعا الكثيرون كندا إلى فعل الشيء الصحيح، وعبَّروا عن اعتقادهم بأنَّ كندا -على عكس الدول العربية- ستُصدر عقوبة قاسية.
يُذكَر أنَّ كندا تعاملت مع ما يُسمَّى بجرائم الشرف على الأراضي الكندية من قبل، وكانت أبرز أكثر القضايا سيئة السمعة هي قضية مقتل عائلة الشافعي، واغتيال أقصى بارفيز.
الاحتجاجات تجبر السلطات على الرد
وصحيحٌ أنَّ ظاهرة قتل امرأة على أيدي أقربائها الذكور بسبب إهانة مفترضة لشرف العائلة ليست ظاهرة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنَّ التسامح العام مع ما يسمى "جرائم الشرف" تضاءل تضاؤلاً حاداً في الآونة الأخيرة.
وقد أثار قتل إسراء غريب وتسجيل مقطع فيديو للاعتداء الذي تعرَّضت له في المستشفى موجةً من الغضب والاشمئزاز في الضفة الغربية، أجبرت السلطات الفلسطينية على الرد.
وقال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمؤسسات النسوية الفلسطينية في بيانٍ: "قضية إسراء غريب صدمت ضميرَنا، تماماً مثل الجرائم المشابهة التي سبقتها، هؤلاء نساء وفتيات يحلمن بالعيش في أمان في مجتمع خالٍ من العنف والظلم" .
ومع تزايُد ضجة المُطالبة بعقاب الجناة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، سبتمبر/أيلول، ازدادت الشائعات التي تفيد بأنَّ أحد الجناة الرئيسيين جاء من كندا لارتكاب الجريمة، ثم عاد إلى كندا بعد ذلك.
وكرَّرت صحف وقنوات تلفزيونية كبرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط المزاعم بأنَّ أحد الجناة لديه صلات كندية، إذ ذكرت قناة i24 الإخبارية الإسرائيلية أنَّ القاتل المزعوم يرتاد إحدى الجامعات في كندا. فيما ذكر موقع Al Bawaba الأردني أنَّه "مقيمٌ في كندا". بينما وصفت صحيفة Gulf News إيهاب غريب بأنَّه "مواطنٌ كندي" .
وكذلك ذكرت صحفٌ أخرى مثل The Independent في لندن وThe Standard في نيروبي، أنَّ إيهاب لديه صلاتٌ كندية.