غامرت بحياتها وابنتها.. قصة وعد السورية التي اختارت تربية طفلتها في خضم «المعارك الوحشية»

سافرت العائلة إلى تركيا بعد فرارهم من البلاد في أثناء فترة الحمل، وعادوا بالنهاية إلى حلب، عندما كان عمر "سما" سبعة أشهر.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/11 الساعة 18:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/11 الساعة 18:27 بتوقيت غرينتش
الصحفية السورية وعد الخطيب/ رويترز

 كشفت أُم أنها لا تزال تجد صعوبة في النوم، بسبب "الصدمة" التي تعرضت لها في سوريا التي مزقتها الحرب، وفق ما نقلته صحيفة Daily Mail البريطانية.

ظهرت الصحفية وعد الخطيب، الحاصلة على عديد من الجوائز، في إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني This Morning، وتحدثت عن فيلمها "إلى سما"، الذي يوثّق رحلتها في تنشئة وتربية ابنتها، البالغة أربع سنوات الآن، في بلد دمرته الحرب الأهلية.

واعترفت وعد، وهي أُم لابنتين، بعد حياتها في خضم "المعارك الوحشية" للحرب الأهلية المستمرة في سوريا، بأنها تعلمت أن تعيش حياتها "دقيقة بدقيقة". 

تجارب آلاف الأمهات والأطفال متشابهة

وكشفت أنها تعاني اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة لموقفها المضطرب، وقالت: "نحاول النوم بقدر إمكاننا. لأكن صادقة، في أي صدمة تشعر بأن هناك عديداً من المشكلات. كل شيء رأيتموه في الفيلم لا يزال يحدث حتى الآن".

وقالت وعد إنَّ آلاف الأمهات وآلاف الأطفال مرّوا ويمرّون بالتجربة نفسها.

واعترفت وعد بأنها تعلمت أن "تشعر بكل لحظة في حياتها بعمق"، لأنها لم تكن واثقة قط بنجاتها في أثناء وجودها بسوريا.

وأضافت: "في مثل هذه الظرف لا تشعر بأنك ستنجو لتفكر في الخطوة التالية، بل تحيا كل يوم دقيقة بدقيقة. الأمر الذي يمكنك أن تتعلمه من هذا الموقف أنك تحتاج أن تشعر بكل لحظة بعمق، لحظات الحب، وحتى لحظات الحزن، وتفكر في كيفية قضاء اللحظات الأخيرة من حياتك بعاطفة وشعور. في هذا الموقف، لا يمكنك التفكير فيما أبعد من اليوم نفسه".

وعند سؤالها عمّا إذا كانت الأمومة غيَّرتها، قالت الصحفية: "كل شيء يصبح أكثر مبالغة بمجرد وجود طفل. بعدما أصبحت أماً، كل شيء صار أكثر مبالغة، كل شيء. كانت مشاعر السعادة أكبر، ومشاعر الخوف أكثر، أكثر بكثير. كانت كل الأمور والمشاعر مختلطة عندما كنت أحاول أن أكون قوية من أجل نفسي ومن أجل ابنتي ومن أجل زوجي، وكان أملي أن أنجو وأحيا، ولكني كنت أعرف أنه أمل صعب". 

في ظل معارك وحشية تعيشها سوريا

سافرت العائلة إلى تركيا بعد فرارهم من البلاد في أثناء فترة الحمل، وعادوا بالنهاية إلى حلب، عندما كان عمر "سما" سبعة أشهر.

وعند سؤالها عن سبب عودتها، اعترفت بأنها بعدما عاشت "الأهوال" مع أهل المدينة، شعرت بأن عليها، هي وزوجها، أن يعودا لمساعدة أهل حلب بوصفهما صحفية وطبيباً، على الترتيب.

وقالت: "شعرنا بالحاجة لأن نكون هناك، عشنا مع هؤلاء الأشخاص خمس سنوات في أوج فترات الثورة، عشنا معهم أهوالاً وكثيراً من المواقف. شعرنا بأننا غير قادرين على تركهم بمفردهم".

واعترفت بأنَّها أحياناً تشكك في اختياراتها، ولكنها تشعر بأنها "تقاتل" من أجل حياة أفضل لابنتها.

وأردفت: "كل أُم في العالم لديها تلك التساؤلات: هل ما أفعله يصب في مصلحة ابنتي؟ هل هذا خير لها؟ ولكن في هذه الظروف يكون هذا الشعور أكبر بكثير. كنت أقول: أنا سورية، أنا في سوريا. هذا وطني، هنا حيث يجب أن أكون وأقاتل من أجل مستقبل أفضل لها. في وسط كل هذه الظروف، والمعارك الوحشية الدائرة، إذا لم نساند شعبنا وأهلنا فلن نحصل على الحياة التي نستحقها. أشعر بأنني أحمل بعض الحياة بداخلي، فأنا أعيد الحياة إلى مكان يموت فيه الناس. هذا يمنحني الأمل والقوة بأننا أقوى من محاولاتهم".

تحميل المزيد