قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول 2019، إنه ألغى مفاوضات السلام مع زعماء حركة "طالبان"، بعد إعلان الحركة مسؤوليتها عن هجوم في العاصمة الأفغانية كابول، أسفر عن قتل جندي أمريكي و11 شخصاً آخرين.
وأضاف ترامب أنه كان يعتزم عقد اجتماع سري مع "كبار زعماء" طالبان، بمجمع رئاسي في كامب ديفيد بولاية ماريلاند اليوم اﻷحد، وأضاف أنه كان يعتزم أيضاً الاجتماع مع الرئيس الأفغاني.
وكتب ترامب على حسابه في تويتر، قائلاً: "إذا لم يكن باستطاعتهم الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال محادثات السلام تلك المهمة جداً، بل يقتلون 12 شخصاً بريئاً فحينئذ ربما ليست لديهم القوة للتفاوض على اتفاق مُجدٍ بأي حال".
هجمات مستمرة
وشن مقاتلو "طالبان"، الذين يسيطرون حالياً على أكبر مساحة من الأراضي منذ 2001، هجمات جديدة على مدينتي قندوز وبيل خمري الشماليتين خلال الأسبوع الماضي، ونفذوا تفجيرين انتحاريين كبيرين في العاصمة كابول.
وأودى أحد الانفجارات بحياة جندي أمريكي، ليرتفع عدد القتلى بين الجنود الأمريكيين في أفغانستان هذا العام إلى 16.
وقال الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأمريكية، أمس السبت، إن زيادة هجمات حركة "طالبان" في أفغانستان "لن تفيد"، خاصة في ظل جهود السلام التي تُبذل الآن.
وخلال زيارته لباكستان المجاورة حيث يتمركز كثير من مقاتلي الحركة، رفض ماكينزي التعليق على المفاوضات ذاتها.
وكان مفاوضون من الولايات المتحدة و "طالبان" قد توصلوا الأسبوع الماضي، إلى مسودة اتفاق سلام قد تؤدي إلى تقليص عدد القوات الأمريكية في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
ولكن موجة من أعمال العنف التي نفذتها "طالبان" أثرت بشكل سلبي على الاتفاق، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
سحب القوات الأمريكية
وقال ماكينزي للصحفيين الذين يرافقونه في رحلته: "تصعيد طالبان للعنف لن يفيد، خاصة في هذه المرحلة من تاريخ أفغانستان".
وأضاف أنه من أجل إحراز تقدم في عملية السلام، "يجب على كل الأطراف التزام تسوية سلمية في نهاية الأمر "، يجب أن تسفر بدورها عن تقليص أعمال العنف .
وبناء على مسودة الاتفاق، ستسحب الولايات المتحدة آلاف الجنود خلال الشهور المقبلة، مقابل ضمانات من الحركة بألا تُستخدم أفغانستان قاعدة لشن هجمات على الولايات المتحدة أو أي من حلفائها.
ولكن التوصل لاتفاق سلام كامل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 عاماً، يتوقف على المحادثات اللاحقة "فيما بين الأفغان".
وترفض "طالبان" دعوات وقف إطلاق النار، وصعدت بدلاً من ذلك العمليات عبر أفغانستان.
ويرى الأفغان أن تصعيد "طالبان" لهجماتها في الآونة الأخيرة يؤكد المخاوف من احتمال استحالة التوصل لتسوية مستقرة بعد أي انسحاب أمريكي كامل.
ويخشى كثيرون من حدوث صراع على أساس عرقي وإقليمي مع مواجهة الطاجيك الناطقين بالفارسية والهزارة من الشمال والغرب البشتون الجنوبيين والشرقيين، وهي الجماعة التي خرج منها معظم حكام أفغانستان والتي تستمد منها "طالبان" معظم التأييد. وما زالت ذكريات الحرب الأهلية التي دارت في التسعينيات حية في الأذهان.
ويتمركز بعض أعضاء "طالبان" في باكستان المجاورة، حيث أجرى ماكينزي محادثات مع جنرال باكستاني كبير، أمس السبت. ومن المقرر عقد محادثات أخرى اليوم الأحد. وأثنى ماكينزي على باكستان لدعمها جهود السلام في أفغانستان، في أحدث مؤشر على تحسُّن العلاقات المتوترة بين واشنطن وإسلام آباد.
وقال ماكينزي: "كثير من الباكستانيين قُتلوا في هجمات للمتشددين داخل باكستان. أعتقد أن باكستان ترى مزايا استقرار أفغانستان".