أردوغان يكشف عن إجراء تركي في سوريا حال فشل «المنطقة الآمنة»

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت 31 أغسطس/آب إن تركيا ستنفذ خطة عملياتها الخاصة إذا لم تسيطر القوات التركية على "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، تعتزم إنشاءها مع الولايات المتحدة، خلال بضعة أسابيع.

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/31 الساعة 15:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/31 الساعة 16:13 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/ رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت 31 أغسطس/آب إن تركيا ستنفذ خطة عملياتها الخاصة إذا لم تسيطر القوات التركية على "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، تعتزم إنشاءها مع الولايات المتحدة، خلال بضعة أسابيع.

أردوغان يتكلم عن خطة تركية في سوريا 

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مراسم حفل توزيع شهادات على المتخرجين من الأكاديمية العسكرية بجامعة الدفاع الوطني في إسطنبول.

وشدد الرئيس أردوغان على أنه "لم يعد لدينا صبر حيال تأسيس المنطقة شرق الفرات الممتدة على طول الحدود السورية التركية".

وأكد أنه "إذا لم نبدأ بإقامة المنطقة الآمنة شرق الفرات فعلياً عبر جنودنا وبشروطنا في غضون أسبوعين أو ثلاثة فليفكر الجانب الآخر في تبعات ذلك".

وأضاف: "سننفذ خطة عمليتنا الخاصة بنا إذا لم يسيطر جنودنا على المنطقة خلال بضعة أسابيع".

واعتبر الرئيس أردوغان أن "مواصلة منظمة ي ب ك/بي كا كا الإرهابية الانفصالية التي ألحقنا بها الهزيمة أنشطتها تحت عباءة دولة حليفة لنا مشكلة أخرى ماثلة أمامنا اليوم".

وأكد أن "ظلم تنظيم ي ب ك/بي كا كا تجاه أهالي منطقة شرق الفرات لم يعد يمكن إخفاؤه".

وقال إن المشكلة في المنطقة ليست في تنظيم "داعش" بل "حرب مصالح لعدة قوى فلا يحاول أحد التذرع بهذا التنظيم لتمرير مشاريعه".

وأكد الرئيس التركي أن بلاده ليست لديها نية للتخلي عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو عن حلفائها.

واستدرك أنه "إذا أصبح موضوع بيع منظومة باتريوت (الأمريكية) أداة ضغط ضدنا فلن نتردد في اختيار المنظومات الأخرى".

وأوضح أن "الولايات المتحدة لا تسلمنا مقاتلات إف-35 ومن المؤكد أننا لن نقعد متفرجين ومكتوفي الأيدي إزاء ما سيحل بنا".

تأتي تصريحات أردوغان بعد تصاعد الموقف في سوريا

حيث شكلت تركيا والولايات المتحدة مركز عمليات مشتركاً للمنطقة الآمنة المزمعة على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا لكنهما على خلاف بشأن مساحتها وهيكل قيادة القوات التي ستعمل فيها.

تأتي تصريحات الرئيس التركي في ظل تصاعد الأحداث في سوريا، حيث قال منشقون من الجيش السوري وسكان، الجمعة ، إن سوريا وحليفتها روسيا كثفتا هجومهما على آخر معقل كبير للمعارضة بغارات جوية وتعزيزات برية تشمل فصائل مدعومة من إيران.

ويسعى التحالف الذي تقوده روسيا لدخول مناطق مكتظة بالسكان في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا التي لجأ إليها ملايين ممن فروا من القتال في أماكن أخرى بالبلاد.

ودفع الهجوم الأمم المتحدة للتحذير من اندلاع أزمة إنسانية جديدة بعد المكاسب التي حققتها دمشق وموسكو التي ساهمت في تحويل دفة الحرب لصالح الرئيس بشار الأسد منذ تدخلها عام 2015.

وقال منشقون وسكان إن قوات بشار الأسد وحلفاءه تتوغل في المنطقة الواقعة على الحدود مع تركيا وسيطروا على بلدة التمانعة بعد السيطرة في وقت سابق على بلدة خوين وقريتي زرزور ومزارع التمانعة في جنوب إدلب.

وكانت هذه هي المكاسب الأولى منذ أن استولى التحالف، الذي يقاتل متشددين وفصائل معارضة رئيسية مدعومة من تركيا، على جيب رئيسي للمعارضين في محافظة حماة القريبة الأسبوع الماضي.

وأضاف منشقو الجيش والسكان أن الهجوم تلقى تعزيزات من وحدات الحرس الجمهوري وفصائل مدعومة من إيران.

وقال العقيد مصطفى بكور قائد جماعة جيش العزة المعارضة لرويترز "هناك تعزيزات يومية تأتي إلى النظام من الإيرانيين وحزب الله وقوات النخبة في الفرقة الرابعة وبمشاركة من القوات الخاصة الروسية".

وتعزز هذه الأحداث من القلق حول مستقبل اتفاق سوتشي 

ووفقاً لنشطاء يرصدون حركة الطائرات الحربية ألقت طائرات، تحلق على ارتفاع شاهق ويعتقد أنها روسية، قنابل على مشارف مدينة إدلب المكتظة بالسكان وعاصمة المحافظة.

وسبق أن نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إن قوات الحكومة السورية ستوقف إطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في إدلب صباح غد.

واتفقت تركيا وروسيا وإيران عام 2017 على جعل إدلب منطقة "لخفض التصعيد" لتقليل الأعمال القتالية على الرغم من عدم إعلان شروط الاتفاق كما أنه لا يشمل الجماعات المتشددة.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الشهر أن موسكو تنشر عسكريين على الأرض في إدلب.

وقالت مصادر مخابرات غربية إن موسكو أرسلت في الأسابيع القليلة الماضية المزيد من القوات الخاصة التي ساعدت في كسر جمود دام شهوراً على جبهات القتال حيث أوقف مقاتلو المعارضة تقدم الجيش.

وقال منشق عن الجيش ومصدران كبيران بالمعارضة إن التقدم السريع الذي تحقق في الأسابيع القليلة الماضية يعود لتشكيلة جديدة من القوات المدعومة من روسيا.

وقال بكور "انتقل الروس الآن للاعتماد على قوات النخبة والإيرانيين في هذه الحملة" مشيراً إلى أن هذا كان بمثابة تحول عن الاعتماد على ما يسمى بقوات النمر التي كانت تقدم في السابق معظم القوات البرية للجيش السوري.

ومنذ الاستيلاء على مدينة خان شيخون الاستراتيجية قبل نحو عشرة أيام، تصعد الطائرات الروسية والسورية غاراتها على مدينة معرة النعمان الواقعة إلى الشمال.

وقُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، خلال غارات الليلة الماضية على المدينة التي خلت من سكانها.

وتشرد أكثر من نصف مليون مدني في الهجوم الذي تقول الأمم المتحدة إنه أوقع مئات القتلى.

تحميل المزيد