بدأت أولى محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية الروسية العائمة، الإبحار إلى وجهتها في شمال شرقي البلاد، ضمن مشروع انتقده نشطاء بيئيون باعتباره يمثل خطراً.
ويبلغ طول المنصة التي تحمل اسم "أكاديمك لومونوسوف" 140 متراً، وسوف تقطرها ثلاث قاطرات بحرية، وسوف تحمل مفاعلين نوويين بقوة 35 ميغاوات. ويوم الجمعة 23 أغسطس/آب، انطلقت من ميناء مورمانسك في القطب الشمالي بشبه جزيرة كولا، في رحلة تمتد ثلاثة أسابيع إلى ميناء بيفيك في شبه جزيرة تشوكوتكا، قاطعة 4900 كم (2650 ميلاً بحرياً تقريباً) في اتجاه الشرق.
ويتمثل الغرض من هذه المحطة في توفير الطاقة لهذه المنطقة، إذ ستحل محل محطة بيليبينو النووية في تشوكوتكا التي ستخرج من الخدمة.
انتقادات تصاحب إطلاق محطة نووية عائمة لتوليد الطاقة
وانتقد أنصار البيئة المشروع لكونه خطِراً بطبيعته، ولأنه يمثل تهديداً لمنطقة القطب الشمالي التي لم تتعرض للتلويث بعد. من جهتها فنَّدت شركة Rosatom النووية المملوكة للحكومة الروسية هذه المخاوف، وأكدت أن تشغيل المحطة النووية العائمة آمن.
ويأتي إطلاق المحطة العائمة بعد أسبوعين من انفجار محرك يعمل بالطاقة النووية، في تجربة نووية روسية في القطب الشمالي، ما أدى إلى مقتل خمسة مهندسين نوويين وانبعاث إشعاع نووي، مع أن حادثة مفاعل تشيرنوبيل التي وقعت عام 1986 كانت أخطر بكثير.
خاصة أنها ستحمل وقوداً نووياً "شديد الإشعاع"
وسيُخزن وقود نووي شديد الإشعاع على متن المحطة العائمة، وسوف يلي هذا المشروع مشاريع أخرى بتصميم مماثل، لخدمة المناطق النائية.
وتهدف محطة "أكاديمك لومونوسوف" إلى تزويد الكهرباء لمنصات استخراج نفط في البحر، في مناطق تابعة لروسيا، بالمنطقة القطبية الشمالية، وهناك تصور آخر لربطها بمحطة تحلية المياه لإنتاج مياه عذبة من ماء البحر.
ويمكن أن تستفيد الدول الواقعة في جزر وسط البحر من محطات توليد طاقة شبيهة في المستقبل.
وقد أصبح المسار البحري الشمالي الذي يربط الجزء الأوروبي من روسيا بموانئ نائية في الشرق قابلاً للإبحار لفترات طويلة في السنة، إثر ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي بفعل الاحتباس الحراري.
وتضم مفاعلين نووين
وكانت المحطة "لومونوسوف" بنيت في سانت بطرسبيرغ، وتضم مفاعلين نوويين من النوع المستخدم في كاسحات الجليد الروسية.
وأفاد برنامج "فيستي" الإخباري الروسي أن المنشأة سوف تنتج تياراً كهربائياً كافياً لإضاءة وتدفئة بلدة يقطنها 10 آلاف شخص. ويتوقع أن يعمل على المحطة العائمة طاقم مكون من 70 شخصاً.
ويبلغ طول المحطة العائمة 140 متراً، وعرضها 30 متراً، ويتوقع أن تظل في الخدمة لمدة 40 سنة.
وكان الجيش الأمريكي استخدم مفاعلات نووية عائمة في الفترة من 1968 إلى 1976 في قناة بنما، في إطار عمليات بحرية في القناة، عرفت باسم إم إتش 1 أيه ستورغيس. وقد حولت سفينتي شحن بحريتين من الحرب العالمية الثانية لهذه المهمة، لكنهما أخرجتا من الخدمة لاحقاً.