ردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطريقته الغريبة المعتادة على رفض الدنمارك بيعه جزيرة غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، وذلك بنشره صورة معدلة على "فوتوشوب" أرفقها بعبارة حملت وعيداً.
ونشر ترامب ليلة أمس الإثنين 19 أغسطس/آب 2019 على تويتر صورةً معدلةً لقريةٍ ساحليةٍ تتناثر فيها البيوت الملونة، التي تضاءل حجمها بجوار ناطحة سحابٍ ذهبيةٍ تحمل اسم الرئيس الأمريكي. وكتب ترامب فوق الصورة: "أعد ألا أفعل ذلك بجزيرة غرينلاند" .
كان إيريك، ابن ترامب، قد نشر نفس الصورة على إنستغرام في وقتٍ مبكرٍ من يوم أمس الإثنين 19 أغسطس/آب والتي يظهر فيها برج ترامب على ساحل غرينلاند.
وكتب: "لا أعرف فيما يتعلق بكم يا رفاق، ولكنني أحب فكرة شراء غرينلاند" .
عرض ترامب قوبل بالتهكم
وجاءت التغريدة بعد يومٍ من تأكيده التقارير الإخبارية التي أشارت إلى أنه يدرس فكرة شراء الجزيرة الدنماركية ذات الحكم المستقل، ولو أنه لا يُنكر أن صفقةً كتلك "ليست على رأس أولوياته"، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الثلاثاء 20 أغسطس/آب 2019.
وربما يتبادر إلى الذهن قبل أي شيءٍ تحذيرات الاقتصاديين من أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون يتأرجح نحو الركود. غير أن ترامب، الذي سيظل دائماً رجل أعمالٍ، يبدو أنه لا يستطيع مقاومة فرصة ما وصفه بأنه "صفقة مقاولاتٍ عملاقةٍ بالأساس" بسواحل تمتد لأميالٍ.
وقال ترامب للصحفيين، يوم الأحد الماضي، إن "الأمر مثيرٌ للاهتمام على الصعيد الاستراتيجي، ونحن مهتمون بالأمر، لكننا سنتفاوض معهم قليلاً" .
وكانت أنباء رغبة الرئيس في شراء الجزيرة قد قوبلت عالمياً بالتهكم. لكن ردود الأفعال في الجزيرة وفي الدنمارك تنوعت بين التشكك إلى الاستياء.
وقال أحد المقيمين في الجزيرة لشبكة CBS: "أعتقد أنه مجنونٌ" . مُقيمٌ آخر قال إن الفكرة بدت "متعجرفةً" .
ومن جهتها، قالت رئيسة وزراء الدنمارك ميت فيردريكسن، إن أي حديث عن مفاوضاتٍ بشأن البيع يعتبر "سخيفاً" . وأضافت أن "غرينلاند ليست للبيع. غرينلاند ليست ملكيةً دنماركيةً. إنما هي ملكٌ لأهلها. أتمنى ألا يكون ذلك الكلام جدياً" .
أما وزيرة الخارجية في غرينلاند آن لون باغر فقد قالت: "نحن نرحب بأي تعاونٌ تجاري، لكننا لسنا للبيع" .
ويُفترض أن يزور ترامب الدنمارك في سبتمبر/أيلول المقبل ضمن جولةٍ لأوروبا.
العائلة المالكة تبدي رأيها
وحدث تطور ملفت حيال ردود الأفعال بخصوص نية ترامب شراء الجزيرة، حيث أبدى أفراد العائلة المالكة في الدنمارك رأيهم في هذه المسألة الجدلية، قائلين إن شعب غرينلاند يجب أن يقرر مصيره.
ودعت الملكة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك، وصاحبة البلاط الملكي الدنماركي، ترامب بالفعل لزيارة البلاد في أوائل سبتمبر/أيلول المقبل.
إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانوا سيناقشون اقتراح ترامب بشراء غرينلاند، فهي منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي ويبلغ تعداد سكانها 57 ألف نسمة.
ووصفت أميرة شومبرج ليب، الدكتورة أنطونيا، وكنّة الأميرة الدنماركية فيودورا، العرض المحتمل بأنّه مجاملة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Sun البريطانية، اليوم الثلاثاء.
لكن زوجة ابن عم الملكة مارغريت الثانية الأمير فالديمار، قالت إن الأمر يجب أن يكون عائداً لسكان غرينلاند أنفسهم.
وقالت لصحيفة The Sun: "إن عرض الشراء يعد نوع من المجاملة لجزيرة غرينلاند الساحرة، إذ إن المناطق المرغوبة هي التي فقط تتلقى العروض" .
وتابعت: "ينبغي على شعب غرينلاند أن يقرر مصيره وهو قادر على ذلك؛ فهم معروفون بالفضيلة والقوة، وأياً كان قرارهم فإن أفراد العائلة المالكة في الدانمارك ومواطني الدانمارك والعالم أجمع ينبغي أن يقبلوه" .
وأضاف ابنها الأمير ماريو ماكس من شومبرج ليب: "أحب غرينلاند وأريد أن يكون مواطنوها سعداء أيضاً، وأياً كان اختيارهم، فسوف ندعمهم فيه"، وتابع: "فهم دائماً في قلوبنا، أياً ما كان قرارهم بالنسبة لمستقبلهم" .