تساءلت صحيفة The Times البريطانية عن كيفية نجاة الأمير هيا زوجة حاكم دبي، محمد بن راشد، وتمكنها من الهرب في مدينة دبي، المزروع فيها 10 آلاف كاميرا للمراقبة، لا تفلت من أنظارها حركة أي شخص في شوارع المدينة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، الأحد 18 أغسطس/آب 2019، إنه في مطار دبي لوحده 3 آلاف كاميرا للمراقبة، وهو ما يثير التساؤلات حول كيف تمكنت الأميرة من الهروب بدون علم السلطات، بدءاً من مغادرتها قصر حاكم دبي، مروراً بشوارع المدينة، وصولاً إلى المطار، ثم إلى ألمانيا، وفي النهاية بريطانيا.
الجميع تحت المراقبة
ونشرت الصحيفة تصريحاً سابقاً لقائد شرطة دبي العقيد ناصر إبراهيم كاظم، كان يتحدث فيه عن انتشار كاميرات المراقبة في كل ركن من أركان المدينة، وهو ما يمنح السلطات قدرة كبيرة على متابعة التحركات في الشوارع.
وتفاخر كاظم بقدرة الشرطة بفضل كاميرات المراقبة على تتبع لص عبر كاميرات المراقبة، من بداية عمليته إلى نهايتها، وهو يشق طريقه عبر مدينة دبي وبحوزته 7 ملايين جنيه إسترليني قبل إلقاء القبض عليه.
وأضاف العقيد أن الإمارات زادت من قدراتها للمراقبة في دبي على مدار الـ 24 ساعة، وأشار إلى أن السلطات وسعت أنظمتها وأنشأت كاميرات مراقبة في أي منطقة جديدة تم تطويرها.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يتم توصيل الكاميرات بتقنية التعرف على الوجه، وبالتالي فلن يكون أي شخص بعيداً عن الأنظار منذ لحظة وصوله إلى المطار حتى اللحظة التي يغادر فيها، وأضافت أنه دائماً ما تكون أماكن الأشخاص معروفة.
هروب صعب
ولفتت تقرير الصحيفة إلى المكانة الكبيرة والقدرات المالية التي امتلكتها الأميرة هيا، وكيف وجدت نفسها فيما بعد هاربة مثل اللصوص من دبي.
واعتبرت الصحيفة أن الأميرة هيا الحاصلة على لقبها بالولادة كونها ابنة الملك حسين من زوجته علياء، واستمرت أميرة بزواجها من حاكم دبي، ما أعطى لزواجها صورة تشبه القصص الخيالية إلى حد بعيد، خصوصاً أنها لم تكن فقط زوجة حاكم دبي وإنما شخصية عامة لها إطلالاتها الإعلامية وحضورها في مناسبات عالمية إلى جانب عملها الاجتماعي والرياضي، وهذا ما لم تحظ به زوجات الشيخ محمد بن راشد الأخريات.
إلا أن هروبها كشف حقيقة زواجها، خصوصاً حين وصلت إلى بريطانيا وهي "مسلحة" بأشهر محامي طلاق في بريطانيا، بفيونا شاكلتون.
وقالت الصحيفة إن الأمور تكشفت في شهر مارس/آذار الماضي، دون معرفة الأسباب بدقة؛ إذ تمكنت الأميرة هيا من عبور ممرات القصر المحصنة، قاطعة الطريق الرئيسي في دبي، شارع الشيخ زايد، وصولاً إلى المطار ذي الكثافة العالية.
ومن هناك سافرت إلى ألمانيا ومنها إلى لندن لتسجيل مطالبتها بالحماية، ما يجعل رحلتها معروفة رسمياً للسلطات غير البريطانية.
وتساءلت الصحيفة كيف أن بريطانيا لم تساعد حكومة دبي كما فعلت في السابق عام 2000، حين هيأت عملية اختطاف الأميرة شمسة من لندن وإعادتها إلى الإمارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدداً من الأسئلة بخصوص الأميرة هيا لا تزال بلا إجابة، مثل كيف هربت؟ ومتى؟ وهل كان حاكم دبي على علم بذلك؟ ولو أن الفرصة أُتيحت له فهل سيمنعها من المغادرة؟
مراقبة الأجانب بدبي
وقالت الصحيفة أيضاً إن تاريخ حاكم دبي صار مثقلاً بقضايا هروب الأميرات من قصره، مذكرة بهروب الأميرة لطيفة، شقيقة الأميرة شمسة، العام الماضي عن طريق عمان، والتي اعتقلتها القوات الإماراتية بمساعدة عناصر الأمن البحري الهندي، وأعادوها إلى دبي، وانقطعت أخبارها عن العالم مثل شقيقتها تماماً.
وخصصت The Times جزءاً من تقريرها للحديث أيضاً عن الرقابة التي يعيش في ظلها الأجانب في دبي، والذين يشكلون نحو 85٪ من سكان الإمارة، وقالت إنه "لا يمكن التحرك إلا بإبراز هويتك، فالأمور مراقبة إلى أقصى الحدود، فضلاً عن أن حركة الدخول والخروج تثبتها بصمة الأصابع وبصمة العين أيضاً" .
وأظهرت الصحيفة جانباً متناقضاً من الحياة في دبي، فعلى الرغم من أن المدينة توفر الوظائف في مجالات مختلفة برواتب عالية، إلا أن هنالك ما تخفيه الإمارة في أماكن العمل البعيدة عن الأنظار، حيث يعيش العمال ظروفاً سيئة كأولئك الموجودين في المناطق الصناعية ومعسكرات العمل في الصحراء وغيرها.