محتجّو هونغ جونغ يتّخذون شابة قد تفقد عينها بسبب الشرطة رمزاً لكفاحهم

قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن المحتجين في هونغ كونغ وبعد مضي شهرين على الأزمة السياسية هناك، قرروا اتخاذ سيدة شابة رمزاً للحراك.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/17 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/17 الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش
سكان هونغ كونغ تظاهروا مراراً للدفاع عن حرياتهم/ Reuters

قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن المحتجين في هونغ كونغ وبعد مضي شهرين على الأزمة السياسية هناك، قرروا اتخاذ سيدة شابة رمزاً للحراك.

امرأة شابة تفقد الرؤية بإحدى عينيها رمزاً للاحتجاجات في هونغ كونغ 

وحسب الصحيفة البريطانية، فقد قالت إنه في يوم الأحد 11 أغسطس/آب 2019، ووسط مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين التي شهدتها منطقة تسيم شا تسوي في كولون، ظهرت لقطات لامرأة، يُعتقد أنها طبيبة متطوعة، ملقاة على الأرض بينما تسيل الدماء من عينها اليمنى، وبدا أن قذيفة مطاطية اخترقت نظارة كانت مُلقاة أمامها. 

وإصابتها، التي صارت رمزاً لما يقول المحتجّون إنه تكتيكات وحشية متنامية ضد مواطني هونغ كونغ، قد أشعلت حدّة حركة الاحتجاجات بينما تدخل أسبوعها الحادي عشر.

وخلال يوم الإثنين 12 أغسطس/آب، انتشر بيان قيل إنه صادر عن أخت الضحيّة على منتديات الإنترنت، قالت فيه إن الضحيّة قضت الليل في العناية المركّزة بينما تخضع لجراحة طارئة لاستعادة عينها التي انفجرت. وتحطّمت كذلك العظام حول محجر العين.

ووصف البيان الضحيّة بأنها "فتاة تحب هونغ كونغ، وتريد حماية وطنها، وتدافع عن حقوق الإنسان، وتقاتل من أجل الحريّة"، وقالت أختها: "آمل أن تأخذوا هذا الغضب معكم إلى المطار اليوم".

وبالفعل، سرعان ما احتشد الآلاف من المتظاهرين في مطار هونغ كونغ الدولي، وهتفوا: "العين بالعين!"، وارتدى كثير منهم ضمادات ملطخة بالدماء على عيونهم اليمنى أو وضعوا أيديهم على وجوههم كرمز للمقاومة. واضطر المطار الذي يُعتبر أحد أكثر مراكز السفر ازدحاماً في العالم لإغلاق أبوابه لمدة يومين، وصبّ المحتجون غضبهم على رجلين اعتقدوا أنهما مخبرين، وكبّلوهما وأساؤوا معاملتهما.

وذلك بعد إصابتها في المظاهرات في عينها 

وقد ظهرت صورة الشابة على الملصقات والنشرات واللوحات الإعلانية، بينما تسيل الدماء على خدها مثل صورة العذراء وهي تبكي.

وقال ريتشارد سكوتفورد، وهو صحفي كان على بعد أمتار من الضحية في ذلك الوقت، إن الرصاصة أطلقت على مجموعة بالشارع كانت تضم بوضوح عدداً من الصحفيين ومتطوعي الإسعافات الأولية مُرتدين سترات مميزة واضحة للعيان.

وقال في منشور على صفحته بموقع فيسبوك مشيراً إلى الرصاص المطاطي "غير القاتل" الذي كان في نظّارتها: "كان هذا الشيء الأبيض هو نفسه ما رأيته أمام وجهي قبل خمس دقائق من إطلاق النار على الضحية".

بالنسبة لبعض المحتجين، كانت صورة فتاة مُشوّهة أو فاقدة البصر جزئياً بمثابة وقود للنداءات الداعية لاتخاذ المزيد من الإجراءات الجذرية، بما في ذلك فكرة أن هونغ كونغ يجب أن تبلغ مرحلة الفوضى لكي يُعاد بناؤها.

وكتب أحد مُستخدمي الإنترنت رداً على البيان الصادر عن أخت الضحية قال فيه: "لقد أصيب ونزف كثيرون، لكننا لا نزال نتحدث عن السبب والسلام واللاعنف. الموت سويّاً هو ما نحتاجه. دعونا نعيد هونغ كونغ إلى الحضيض وسيظل أولئك الذين يحبونها حقاً".

وأصبحت قضية الفتاة بمثابة إشارة جَليّة على عدم الثقة في الشرطة والروايات المتضاربة التي تقولها وسائل الإعلام المؤيدة لبكين؛ حيث زعمت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (CCTV)، التي تديرها الدولة، أنه لم يُطلق على الفتاة رصاص مطاطي، بل أصابتها كريّات معدنية أطلقها أحد رفاقها المحتجين.

فيما اعترفت الشرطة باستخدام الطلقات المطاطية، لكنها قالت إنها لا تستطيع أن تحدد بشكل قاطع ما إذا كان أحد الضباط قد أطلق عليها النار، وقالوا إنهم بدأوا تحقيقاً في القضية، لكن دعا بيان على الإنترنت -يزعم أنه صادر عن صديق الضحية- المتظاهرين إلى عدم تقديم مقاطع فيديو أو أدلة للشرطة.

علامات:
تحميل المزيد