قتل 13 شخصاً، بينهم 5 مدنيين من أسرة واحدة، الجمعة 9 أغسطس/آب 2019، جرَّاء تجدُّد المواجهات المسلحة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب)، بحسب مصدر طبي وشهود عيان.
والأربعاء 7 أغسطس/آب 2019، اندلعت اشتباكات عنيفة في عدن، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة من جهة، وقوات الحزام الأمني الموالية للإمارات من جهة أخرى، غداة دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي، أنصاره والقوات الموالية له، إلى اقتحام القصر الرئاسي وإسقاط الحكومة.
وتسبَّبت المواجهات بمقتل 5 أشخاص بينهم مدنيان اثنان وإصابة 12 آخرين، الأربعاء، قبل أن تتجدد الخميس بشكل أوسع، دون سقوط قتلى، إلا أنها اتسعت رقعتها وأسفرت عن ضحايا، الجمعة.
الأوضاع تتأزم في عدن
وقال مصدر طبي يعمل في مستشفى "باصهيب" العسكري بعدن، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إنَّ "8 جثث من المسلحين وصلت المستشفى بمدينة التواهي، إضافة إلى 61 إصابة، بينهم مدنيون"، دون تحديد الطرف الذي تنتمي له الجثث.
وتابع: "يعمل الأطباء الكوبيون والأوزبكيون الموجودون في المستشفى على إنقاذ حياة كثير من المصابين، وسط ظروف معقَّدة جراء الحرب الدائرة" .
وفيما لم يحدد المصدر مكان سقوط القتلى بالضبط، قال شهود عيان إن مدينتي "كريتر" و "خور مكسر" بعدن تشهدان أعمال كرٍّ وفرٍّ بين الجهتين، وسط اتهامات يحمل فيها كل طرف الآخر مسؤولية وقوع قتلى من المدنيين.
ووفق شهود آخرين، فإن مدينة "دار سعد" بعدن، شهدت مقتل 5 أشخاص من أسرة واحدة بينهم طفلة، إثر وقوع قذيفة هاون على منزلهم في حي "اللحوم" شمالي المدينة، دون معرفة الجهة التي أطلقت القذيفة على الفور.
من جانب آخر، وجَّه مستشفى الجمهورية التعليمي بمدينة خور مكسر، أكبر مستشفيات عدن (حكومي)، نداء استغاثة للأطراف المتصارعة بفتح طريق آمن من وإلى المستشفى، بحسب مصدر طبي.
حالة صعبة في أكبر مستشفيات عدن
وقال إن مئات المرضى ومرافقيهم وطواقم المستشفى الطبية، تفتقد إلى الغذاء والماء وبعض الاحتياجات الضرورية، مشيراً أن المخزون الغذائي الخاص بالمرضى أوشك على النفاد.
وأوضح أن الاشتباكات المحيطة بالمستشفى من كل الاتجاهات حالت دون وصول المستلزمات الضرورية إلى المرضى والأطباء على حد سواء.
وفي وقت سابق الجمعة، أحكمت ألوية الحماية الرئاسية التابعة للحكومة اليمنية، قبضتها على معظم شوارع مدينة كريتر، حيث يقع قصر معاشيق الرئاسي.
وقال سكان محليون لشبكة الأناضول، إن مدرعات وجنوداً من قوات اللواء الأول حماية رئاسية، انتشرت في معظم أحياء كريتر.
فيما أظهر مقطع مصور بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قائد اللواء الأول حماية رئاسية، العميد سند الرهوة، متجولاً برفقة بعض الجنود في أحد شوارع المدينة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تستطيع فيها قوات تابعة للحماية الرئاسية التمدد نحو أحياء المدينة، بعد أن كانت حركتها محصورة في محيط القصر الرئاسي المطل على البحر، معتلياً أحد التلال الجبلية فيها.
وحتى الساعة 14:40 (ت.غ)، لم تصدر أي إفادة رسمية من الأطراف المتصارعة بخصوص اشتباكات اليوم أو عدد القتلى والمصابين.
ووفق رصد مراسل وكالة الأناضول اعتماداً على مصادر طبية وميدانية وشهود عيان، فإنه بعد أحداث اليوم يبلغ إجمالي عدد القتلى 18 شخصاً، بينهم 7 مدنيين، منذ الأربعاء.